كل يوم

تعددت أسباب الحقد!

سامي الريامي

استئجار مرتزقة لتنظيم تظاهرة ضد الإمارات في عواصم أوروبية، عمل رخيص جداً، في معناه وأسلوبه، وفي قيمته أيضاً، فلا أسهل من دفع ‬20 يورو لمجموعة عاطلين عن العمل من المهاجرين، خصوصاً ممن يملكون الاستعداد لبيع أي شيء مقابل أي قيمة من المال، تجعلهم يقفون ساعات طويلة لترديد ما لا يفقهون، والتنديد بما لا يعرفون، ثم تصويرهم وخداع الناس بهم!

لا أسهل من ذلك، ولا أسهل على دولة في منزلة الإمارات لو كانت تملك عقليات تنفيذية متخلفة، من ملء ميادين أوروبا جميعها في وقت واحد بمئات الآلاف من المرتزقة للوقوف بأعلام الإمارات يهتفون للدولة وقيادتها ضد إخوانهم المرتزقة الذين يهتفون ضد الدولة، ولما سمع العالم صوت أولئك الببغاوات، لكن الإمارات لا يمكن أن تفعل ذلك، ولن تفكر أبداً في ذلك، لأن الفعل الرخيص المتخلف لا يُقابل بمثله أبداً في أخلاقياتنا!

مغفل حقيقي من يتوهم أنه يستطيع خداع العالم بهذه الطريقة المضحكة، وواهم جداً من يعتقد أن الإساءة للوطن وتشويه صورة الدولة بهذه الطريقة اللا أخلاقية، هما ورقة ضغط قد تفيد يوماً، تلك أمانيهم، لكن الحقيقة أن الشرفاء من أهل الإمارات ازدادوا حباً لدولتهم وقيادتها، واستهجنوا هذا الفعل الرخيص الذي لا يقبله منطق ولا خلق ولا عرف أو دين!

لن نبالغ في الحديث عن استهداف الإمارات من قبل أفراد ومنظمات أو حتى دول، بل لا نخفي أيضاً وجود دول، نظنها صديقة أو شقيقة، تعلن خلاف ما تبطن، أشقاء في العلن ويكيدون لنا أشد المكائد في الخفاء، أما عن أسباب العداوة والكره والحقد، فهي بالنسبة لحالة الإمارات كثيرة ومبررة، ويكفي أنها أصبحت نموذجاً مميزاً من الصعب جداً اللحاق به، ومن لا يستطيع الفوز في سباق ما بسبب ضعفه، فليس بغريب أبداً أن يسعى لإضعاف خصمه، ولا مانع لديه، في سبيل ذلك، من استخدام أسوأ الطرق، وتناسي جميع القواعد والأخلاقيات!

الإمارات تدرك ذلك تماماً، وتعرف صديقها الحقيقي ممن يضمر كرهاً وحقداً، لكنها تظل أنموذجاً مشرفاً في التعامل الراقي، وفي الالتزام بالأعراف والأخلاق البشرية والإنسانية قبل الدبلوماسية، وهي أحرص على المضي في مسيرة التنمية والتطوير، وتوفير رخاء ورفاهية الشعب، لم تفعل ذلك لتنافس أحداً، بل هي رؤية ورسالة واستراتيجية واضحة المعالم، فمن شاء فليضمر الحقد والكره ومن شاء فليمد يد السلام والمحبة.

مغفّل أيضاً من يعتقد أنه يستطيع خداع دولة بلعب دور الصديق، وهو يمارس دور ألد الأعداء، ولا أعتقد أبداً أن اكتشاف ذلك مسألة تحتاج إلى جهد كبير، خصوصاً مع انفتاح العالم، واندثار السرية، وتسرب المعلومات، ومن يمول مجموعة مرتزقة بالمال للعمل ضد دولة ما، من السهل جداً اكتشاف أمره باستخدام المال أيضاً مع المرتزقة أنفسهم!

ومهما اختلفت أسباب الحقد على الدولة من الغريب أو القريب، يبقى فعل الأقربين هو الأكثر تأثيراً في النفس، ويبقى تحريض الأجنبي على الدولة وقيادتها هو أكبر جرم يتقبله عقل!

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر