أبواب

عتبات البهجة

قيس الزبيدي

كتاب «عتبات البهجة/‬2012»، تجميع من كتابات الناقد الأردني ناجح حسن في صحيفة «الرأي» وفي مطبوعات أخرى، وتبعاً لوحدة أسلوبها وطريقة ترتيبها تبدو، حسب الناقد محمد رضا، كما لو كانت مكتوبة خصيصاً للكتاب، أو (في أضعف الأحوال) كُتبت سابقاً ضمن هدف جمعها لاحقاً في كتاب من فصول خمسة، تتوزع مواضيعها حول تاريخ وحاضر السينما الأردنية كصناعة، وهي: واقع وآفاق، وحوارات، وحول صناعة الأفلام مع معنيين ومخرجين، ورحلة مع صناعة الأفلام الروائية الطويلة، ورحلة مع الفيلم القصير ويخصص، وسكوت إنهن يصورنَ، حول تجربة المخرجات في الاردن.

مؤسسات عدة تنتمي الى القطاعين العام والخاص اخذت على عاتقها مجتمعة توفير كاميرات رقمية ومعدات تقنية حديثة وضعت تحت تصرف اصحاب المواهب والدارسين، بغية تمكينهم من انجاز أفلامهم البسيطة وعرضها في اكثر من مهرجان، خصوصاً احتفالية في ارجاء المملكة، وهو ما أسهم في انتعاش ما يسميه الناقد «صناعة» الأفلام، وهو في الواقع إنتاج أفلام ظهرت خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة على نحو غير مسبوق.

وتوج الحراك السينمائي الأردني في فوز فيلم «الشراكسة» لمحي الدين قندور بجوائز عديدة في مهرجان موناكو، كذلك فوز «مدن ترانزيت» لمحمد الحشكي، بجائزة النقاد الفيبريسي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «دبي السينمائي الدولي». كما سبق ان فاز فيلم «كابتن أبورائد» بجائزة افضل ممثل في المهرجان، وفاز فيلم «إعادة خلق» بجائزة رفيعة في مهرجان سندانس بأميركا، كما فاز فيه أيضا فيلم «المشهد» بجائزة افضل فيلم قصير.

تشارك الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في الأعوام الاخيرة في مهرجان كان بجناح خاص، هدفه تعريف مخرجين وتقنيين وإعلاميين بالخدمات والتسهيلات التي يقدمها الاردن لشركات الإنتاج السينمائي العالمية.

ويؤكد الناقد عدنان مدانات، أن الهيئة بعد ان نجحت الى حد ما في التعريف بمواهب شابة قدمت لهم فرص الاشتراك في دورات وورش عمل، لديها طموح يلبي الكثير من رغبات السينمائيين الأردنيين، لكن النهوض بالفن السينمائي يحتاج بالدرجة الاولى إلى إمكانات تمويلية لكي تنطلق حقاً عجلة الإنتاج السينمائي بشكل دوري منتظم.

يعد الفيلم الروائي «صراع في جرش/‬1958» لواصف الشيخ ياسين، أول محاولة فعلية على طريق تأسيس إنتاج سينمائي. وجاءت الثانية مع الفيلم الروائي الثاني «وطني حبيبي/‬1964» لعبد الله كعوش، والثالثة مع الفيلم الروائي الثالث «الأفعى/‬1970» لجلال طعمة، وكان من إنتاج قسم السينما في التلفزيون الاردني.

يحدد الناقد صنع الأفلام الاردنية في أربع مراحل: الأولى مرحلة انتاج الفيلمين الروائيين «صراع في جرش» و«وطني حبيبي»، خلال الاعوام (‬1957ـ‬1968)، التي سبقت تأسيس التلفزيون الاردني، والثانية مرحلة انتاج افلام (‬16) ملم من قبل التلفزيون كفيلم «الأفعى» و«الشحاذ» لمحمد عزيزية خلال الاعوام (‬1968ـ‬1976)، والثالثة مرحلة انتاج الفيلم الروائي «حكاية شرقية/‬1991» (‬16) ملم لنجدة انزور، والرابعة التي شهدت انتاج فيلمين باستخدام التقنية الرقمية، هما «كابتن أبورائد» و«اعادة خلق/تسجيلي» لمحمود مساد، خلال الاعوام (‬1991ـ‬2008).

نقرأ في الواقع عن كل شيء حصل في الماضي، وعن كل شيء يحصل في الحاضر، ويمكن ان نتوقع أكثر من ذلك، ما يمكن أن يحصل في المستقبل.

alzubaidi0@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر