مزاح.. ورماح

يعيش.. يعيش

أحمد حسن الزعبي

بعد ولادته تم استشارة الأطباء المختصين، كان أغلب الظن أنه لن يعيش طويلاً.. فالقط «فرانك ولوي» ولد بوجهين وفموين وثلاث أعين.. وكانت صاحبته «مارتي ستيفنز» على أعصابها لأنها تعتقد أنه سيعيش سنة أو سنتين على أبعد تقدير بسبب حالته النادرة، لكنه دخل الأسبوع الماضي موسوعة «غينيس» عن جدارة واستحقاق بعد أن أطفأ شمعته الــ‬12. ولو كتب لهذا المخلوق ودخل المدرسة النظامية لكان الآن في الصف السادس «أ»!

حتى القطط في الغرب محظوظة.. في حارتنا هناك عشرات القطط التي كانت بكامل قيافتها وقوامها الرشيق، فهي ولدت سليمة وبوجه واحد، لكنها في مجملها تعاني إعاقات مختلفة بسبب اعتداء أبناء الحي عليها.. منذ أكثر من ‬10 سنوات لم أر قطاً يمشي معتدلاً أو حتى يملك ذيلاً كاملاً، أو عيناً سليمة، أو أذنين واقفتين كهرمي خوفو وخفرع.. فمعظمها تمشي عرجاء، ومقطوعة الذيل، أما المحظوظ منها فيرضى بنصيبه من «العور» أو قطع إحدى الأذنين، أو بفروه المغطّس بزيت السيارات، أو دهان التأسيس.. حتى معظم قطط حارتنا صارت منطوية «سيكوباتية» لا تحب أن تقابل الناس أو تحتك بالمجتمع، فهي تختبئ معظم الوقت تحت حاويات القمامة أو تلوذ ببيوت مهجورة لغاية مغادرة الأولاد إلى مدارسهم.

هل سمعتم عن «القطط المهاجرة»؟ طبعاً هذه غير «الطيور المهاجرة» التي ترحل في نهاية الصيف من الشمال إلى الجنوب طلباً للدفء والتناسل.. هناك صنف آخر من الهجرات، هو «القطط المهاجرة»، وهي عملية رحيل جماعي للقطط من حي إلى حي فور بدء العطلة الصيفية للأولاد طلباً للهدوء والفرار بالصحّة من القصاص.

أخونا «فرانك» دخل «غينيس» بعمره المديد الذي قضاه معزوزاً ومدللاً ومنعماً ومشهوراً.. وقططنا لو أتيح لها الفرصة حتماً ستدخل «غينيس» لكن بعدد «العاهات» المستدامة.

❊❊

سبحان الله، حتى في القطط: «اللي بوجهين» يعيش.. ويعيش.. ويعيش.

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر