أبواب

مهرجانات.. مهرجانات

قيس الزبيدي

يُعرف المهرجان السينمائي بأنه حدث ثقافي يُعقَد سنوياً في مدينة معينة بشكل دوري، ويحافظ على مواعيد ثابتة في شهر محدد، وتُعرَض فيه أفلام جديدة تناقش من قبل جمهور وتُقيم، غالباً، من قبل لجنة تحكيم خاصة وأحياناً من قبل الجمهور نفسه، وتمنح الأفلام جوائز سينمائية، دون أن تكون الجوائز، بالضرورة، مالية. وأصبح من التقاليد المتبعة أن تُنظم في إطار المهرجان، إضافة الى أفلام المسابقة، عروض بانورامية يكرم فيها مخرج معين أو مخرجة أو تقتصر على تيار سينمائي تاريخي، وأحياناً ينظم برنامج خاص حول موضوع راهن أو ظاهرة مثيرة حصلت في هذا البلد أو ذاك.

تأسس أول مهرجان في فينيسيا في عام ،1932 وتأسست بعدئذ مهرجانات عدة أخرى: في لوكارنو وفي موسكو عام ،1935 وفي كان عام ،1946 وفي أدنبرة عام ،1947 وفي برلين عام ،1951 وفي مانهايم عام ،1952 وفي اوبرهاوزن ولايبزغ عام .1955 واستمر انعقاد مهرجانات دولية ووطنية وإقليمية سنوياً، في الموعد نفسه وفي المكان ذاته. واليوم يوجد في جميع أنحاء العالم نحو 500 من الأحداث السينمائية تُعَد كمهرجانات وهي تتنافس في ما بينها وتختلف أنظمتها وأصول لوائحها وأهدافها وبرامجها. وتتميز العديد من المهرجانات السينمائية في أولوياتها وفقاً لمحتوى البرامج الفيلمية ونوعها، بحيث أصبحت هناك مهرجانات روائية، ووثائقية، وأفلام تحريك، وأطفال، وأفلام المرأة، والخيال العلمي، والأديان، وأفلام الشباب، وحتى مهرجان للأفلام الصامتة.

يعد الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) واجهة عالمية بين صناعة السينما والمهرجانات السينمائية الدولية، وظيفته الأولى الاهتمام بملاحقة أي انتهاكات تحصل على حقوق المنتجين السينمائية ومصادقته على استيفاء شروط معينة تعتمد بإيفائها المهرجانات الدولية ويكتسب هذا المهرجان أو ذاك بجدارة صفته الدولية.ويسهم في المهرجانات الدولية المهمة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسي) ويمنح جائزته الكبرى التي يُعد منحها في أي مهرجان سينمائي دليلاً على سمعة المهرجان ونوعيته.

ومن بين أغلب المهرجانات اعتمد الاتحاد الدولي حتى الآن المهرجانات التالية:

«فينيسيا ،1933 كان ،1946 كارلو فيفاري ،1946 لوكارنو ،1946 برلين ،1951 سان سباستيان ،1953 مار ديل بلاتا ،1954 القاهرة ،1976 مونتريال ،1977 طوكيو ،1985 مونتريال السينمائي الدولي ،1977 وارشو 1985 شنغهاي 1993».

ومن بين كل هذه المهرجانات لايزال مهرجان كان يحتل، حسب كل المعايير، المرتبة الأولى بين المهرجانات، بينما يأتي مهرجان برلين في المرتبة الثانية، أما مهرجان فينيسيا وهو الأقدم فيأتي في المرتبة الثالثة. وتعد الجوائز التي تمنحها المهرجانات الثلاثة، بالنسبة لجماهير السينما، بأهمية جائزة الأوسكار الأميركية ذاتها.

أيضاً يوجد مهرجانان خاصان ومختلفان لا غنى عنهما للمؤرخين، تأسسا في إيطاليا، أولهما «أيام السينما الصامتة» بدأ في أوائل الثمانينات في بوردينوني، وهو ينظم برامجه في إطار موضوعات محددة، وثانيهما «وجدت السينما» بدأ في أوائل التسعينات في بولونيا، ويقدم أفلاماً من حقب تاريخية سينمائية، يعاد بناؤها أو تُرَمَم أو تُكتشف حديثاً. وينظم مناقشاتها المهنية حول أهميتها في تاريخ السينما مشاركون من الأرشيفات العالمية.

alzubaidi0@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر