5 دقائق

أما حتّة نطة!

ميره القاسم

طوال الأسبوع الفائت لم يكن هناك حديث إلا عن فيليكس وقفزته الحلم، ولسان حالنا يقول زي فؤاد المهندس في مسرحية «سك على بناتك»، «أما حتّة نطة»!

بالطبع السيد فيليكس «علشان نطتّه» ظل يذاكر الفيزياء، وهي أكثر مادة يكرهها طلابنا الأعزاء.

وبما «إني ما أحب الفزيا»، ومجبرة على فهم لماذا قفز فيليكس، خلونا نترجم وحدة وحدة نعرف شو ممكن يصير بعد القفزة، وماذا سيتغير في العالم.

حاجة غريبة والله، طيب ما أنا كل يوم أتنطط في البيت ورا العيال، ولو جمعوا نطاتي في اليوم الواحد لكانت أكثر من النطة المنسوبة «لسي فيليكس»، ومع ذلك محلك سر، صدق الدنيا حظوظ!

يقول قانون نيوتن إن الجسم الساقط سقوطاً حراً تزيد سرعته بانتظام إلى حد معين تثبت سرعته عنده، وتسمى السرعة الحدية، وتتغير حسب وضعية الجسم الساقط، يعني لو جسم مدبب، مثل الصاروخ، سيسقط أسرع من أي جسم بشكل آخر، وهنا تثبت السرعة، لأن معامل الاحتكاك مع الهواء يتناسب مع الجاذبية. بمعنى مب لازم أي جسم ساقط تكون سرعته واحدة.

حد فاهم حاجة؟

خلاصة ما فهمته أن تلك «النطة» سوف تلغي قانون نيوتن مادامت لم تتأثر سرعة سقوط فيليكس.

وسأقوم بشرح مبسط خالٍ من التعقيدات الفيزيائية، فعندما ترك فيليكس الكبسولة الفضائية، وقفز إلى سطح الأرض، هنا ستكون قوى الجاذبية الأرضية أكبر من قوة مقاومة الهواء له، والسبب أن الهواء يصبح أقل كلما اتجهنا نحو مكان مرتفع، ويصبح أكثر كلما اتجهنا نحو الأرض، وبما انه توجد قوى تجذبه نحو الأسفل من دون مقاومة ملموسة من الهواء، هنا ستزداد سرعته أكثر فأكثر. وكلما كان اتجاهه نحو الأسفل أكثر، تبدأ عندها مقاومة الهواء له بالزيادة، قوة مقاومة الهواء هذه هي نفسها التي نحسها عندما نخرج أيدينا من نافذة السيارة عندما تكون متحركة، وتزداد كلما ازدادت السيارة في سرعتها.

بالطبع هنالك الكثير من المبالغات حول تلك القفزة، البعض بدأ يشكك في نيوتن وقانونه، وحتى الآن ننتظر النتائج الرسمية من المركز الرئيس للتجربة، وما إذا كنّا سنحتاج إلى إعادة النظر عندما يظهر قانون جديد باسم فيليكس، وما إذا كانت ستمهد التجربة الطريق إلى دراسات علمية لهبوط رواد الفضاء.

لابد هنا من رصد ردود أفعال الناس في مجتمعنا العربي حول «النطة» التي كانت خفيفة الظل وساخرة، وكأننا جميعا قد أصبحنا كوميديانات هكذا فجأة، ولم يعد المصريون وحدهم أصحاب نكتة، على الرغم من أنهم المتفوقون دائماً، وهذا ما يستدعيني إلى اللجوء لبعض «الإفيهات» المصرية في بعض كتاباتي.

بقي أن أعبر عن مدى تأثري بنظرة والدة فيليكس وهي تتابع مراحل قفزة ابنها ما بين حب وخوف واعتزاز.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر