5 دقائق

طريق الموت..

ميره القاسم

عشنا نهاية الأسبوع الماضي على وقع الحادث المأساوي الذي راح ضحيته سبعة إماراتيين من أسرة واحدة أفي منطقة صلالة بسلطنة عمان.. وقد تابعنا جميعاً من خلال الجرائد والإعلام الموكب الجنائزي المهيب الذي خرج فيه الألوف من أبناء الدولة ومن المقيمين مشيعين الجثامين إلى مثواها الأخير، والذين انتابتهم كما انتابتنا حالة من الذهول أثناء أداء صلاة الجنازة وبعدها، ولسان حالنا يردد «لا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا إليه راجعون». الحادثة هذه لم تكن الأولى فقد فقدت منذ عامين عمة أولادي وبنتها في حادث مشابه على الطريق نفسه، ونتمنى أن تكون تلك الحوادث هي الأخيرة التي يتعرض فيها إماراتيون وخليجيون لحوادث سير في صلالة، وإن كانت الأكثر مأساوية. وبغض النظر عن السبب، تصيب هذه الحوادث المجتمع بحالة من الشجن والحزن بسبب قضاء نحب أشخاص ذهبوا من أجل التمتع بإجازة سعيدة، فإذا بهم يأتون إلينا في توابيت الألم والفراق، فتنقلب الفرحة إلى فجيعة وحزن وتتحول البيوت إلى ساحات عزاء!

ومما لاشك فيه أن الحوادث المرورية أصبحت من القضايا التي تؤرق مواطني ومقيمي وزائري سلطنة عمان، على الرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات، إلا أنه من الملاحظ أن هذه الحوادث في زيادة مطردة، وباتت تشكل عبئاً كبيراً على كاهل الدولة ومؤسساتها الصحية، بالإضافة إلى ما تسببه من خسائر فادحة يروح ضحيتها أطفال وشباب وشيوخ ونساء أبرياء، ما يخلف مشكلات اجتماعية، لكن رقعة هذه المشكلات تفاقمت للأسف واتسعت وأصبحت حزناً وعواقب وخيمة ومرعبة على من تقع عليه أو من يتسبب في حدوثها. لكن السؤال في مثل هذه الحوادث: هل الملوم قائد المركبة أم البنية التحتية أم المركبة نفسها أم إغواء تلك الشوارع المفتوحة أمام السائقين ومعرفتهم بأنهم أصبحوا بعيداً عن الأعين الرقيبة؟! فعند التقليب في صفحات ملفات شرطة المرور ستفاجأ بقصص غريبة تحكي عن الرعونة في القيادة وعدم التقيد بالسرعات المحددة، على طرقات معبدة لا تستطيع أن تجزم بأنها السبب وتلتمس العذر لقائد المركبة، فما بالنا بالطرق المزدوجة، والتي تتطلب مهارة وتركيزاً كبيرين، إذ تشير الإحصاءات الشرطية إلى أن أسباب الحوادث تتمثل في السرعة الزائدة والتعب والإرهاق أثناء القيادة وانشغال السائق عن القيادة وعدم التقيد بأنظمة المرور والتهور في القيادة، بالإضافة إلى أحوال الطقس المختلفة.

ولعل الحوادث التي يرتكبها بعض السائقين خلال وجودهم في صلالة تفتح الباب - هكذا نتمنى ونأمل - أمام السلطات للتحقيق في مسألة تهور البعض منهم وضربهم بالنظام عرض الحائط، في دول شقيقة تفتح لهم ذراعيها بحب مرحبة بهم، وحتماً سيجعل هذا الحادث وغيره السلطات العمانية تعيد التفكير في مسألة وضع ضوابط صارمة، تعيد النظام مرة أخرى، وتضع حداً للإهمال، ولا ضير إن لجأوا إلى اتخاذ إجراءات رادعة.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر