5 دقائق

الشياطين!

ميره القاسم

في خبر غريب نشرته «الإمارات اليوم» نقلاً عن «الحياة» اللندنية، وأثار فضولي، وهو تقدم مواطن سعودي منذ أسبوعين ببلاغ رسمي إلى الشرطة، يتهم فيه «الشياطين» بمحاولة إحراق سيارته ومنزله، والأدهى أن الشرطة اهتمت ببلاغ المواطن، وقامت بفتح محضر، وإيصال الشكوى إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بناء على طلبه، ولا أدري حتى هذه الساعة هل تمكنت الشرطة من القبض على الشياطين أم لايزال البحث جارياً عنها؟!

غرابة الخبر استعانة المشتكي بالشرطة للقبض على كائن لا يُرى بالعين المجردة إلا إذا تمثل في صورة معينة لإنسان أو حيوان، وحتى هذه فربما يتشكل على هيئة لا شيء في حين قُبض عليه «ويشرد». «الصراحة الفضول ذابحنّي وبموت وأعرف»، بأي صيغة تمت كتابة المحضر الرسمي، وكيف ستتم متابعة القضية من قبل الشرطة، وإن افترضنا أن كل شيء جائز في الدنيا وتم القبض على الشياطين، فكيف ستواجه عقوبتها، وهل سيتم التحفظ عليها داخل المخفر أم سيستدعون أحد المشايخ لحبسها في قماقم ورميها في البحر؟!

على قدر السخرية التي تحملها القضية فإنني ألمس العذر للمواطن الذي يبدو أنه لم يجد حلاً غير الاستعانة برجال الشرطة، فهم دائماً في خدمة الشعب والمواطن المغلوب على أمره، وتكملة للخبر فالمشتكي أخلى منزله وانتقل إلى منزل ابنه المجاور، إلا أن الشياطين واصلت تهديداتها من خلال إلقاء الحجارة على منزله، وإشعال النيران في بعض أجزاء المنزل وبالقرب من سيارته المخصصة لنقل المياه، إضافة إلى رش زيت الطعام الموجود في المطبخ على الجدران!

حقيقةً تخيلت نفسي أحد رجال الشرطة وردة فعلي إزاء بلاغ ضد الشياطين، وهل سأقوم بتصديق ما أسمعه أم سأتجاهل الأمر، لكن ما أنا متأكدة منه هو ضرورة مناقشة قضايا الإيذاء التي يدعي البشر أن الجن يقومون بها ضدهم وتظهر من فترة لأخرى في وسائل الإعلام، وأشهرها إشعال النيران والإيذاء ونشر الأمراض، كما يرى الشاعر صالح الشادي الذي كتب في إحدى الصحف السعودية اتهاماً مباشراً للشياطين بأنها سبب انتشار أمراض السرطان، لأنها تجري مجرى الدم من الإنسان!

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر