مزاح.. ورماح

(تعقيد!)

عبدالله الشويخ

35 عاماً نعيش فيها سوياً، حائط بيته على حائط بيتنا، ذهبنا إلى المدرسة نفسها، والثانوية والجامعة، ثم عملنا في المؤسسة نفسها، تبادلنا كتب الدراسة والسياكل والغتر والوزر وأرقام الـ«بقالات» والمواتر وبطاقات الهوية، كل الناس تحسبني أحد أفراد عائلته، وتحسبه أحد أفراد عائلتي، إذا غاب طلبت مني عجوزه أن أوصلها إلى السوق، وإن غبت صبّت عجوزي عليه لعناتها لأنه «مخربني»!

وحين جاء موعد عرس شقيقي بحثت عنه في الصالة فلم أجده! إنها فعلاً مصيبة! من سيحمي «ظهر» أخي أثناء التقاط الصور التذكارية؟ بحثت هنا وهناك، ربما أراد ضرب «صلب» في المرافق الصحية، كالأيام الخوالي، فلم أجده، في النهاية اتصلت به ليفاجئني صوته الحزين: أنا ما ييت محد طرشلي كرت دعوة!

هذا ما نسميه: ثور حساس!

الآخر تخرج معه إلى السوق، فيقول لك: ثواني، أحتاج إلى أن أشتري علبة من «الكاكاو» لفلان لأنه خلص «الماستر»، تستغرب وتقول له إن فلاناً مصاب بداء السكري، وإن شراء علبة كاكاو له أشبه بإعطائه حزاماً ناسفاً ليفجر به نفسه، أو إنه يُعد نوعاً من السادية والتعذيب غير المبرر، فيجيبك صاحبنا بكل سخافة: الريّال اشترالي علبة كاكاو عندما أنهيت «الماستر» ويجب أن أشتري له واحدة، تقول له إن الآخر سيكون سعيداً بغرشة «مشاوه»، لكنه يصر على أن العين بالعين والسن بالسن والكاكاو بالكاكاو..

وهذا نسميه: تيس البلاد!

الثالث تذهب معه إلى زيارة والده، وقبل دخولك «المجلس» يأخذك إلى صوب ليذكرك: أولاً افصخ النعال، ثانياً لا تنظر إلى الأرض وأنت تتجه نحو الوالد، قبّل رأسه مباشرة وانظر في عينيه أثناء الحديث، إياك ونكاتك السخيفة طراز +،18 وإياك أن تقبل فنجان القهوة قبله، إذا قام فقم وإن جلس فاحسب خمس ثوانٍ قبل أن تجلس، لا تفصخ غترتك وتأخذ راحتك.. الخ، تحتار هل سيدخلك على «الشيخ محروت الهذال» أم على أبيه؟ ما الذي ينقص أن نشغل النشيد الوطني قبل السلام على أبيه.

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر