أبواب

ذاكرة السينما الحية

قيس الزبيدي

فاز الناقد المصري سمير فريد بجائزة «إنجاز العمر في الكتابة عن السينما» في الهند.

لماذا سمير فريد؟ ولماذا يستحق سمير فريد الجائزة؟

أطلقت ألقاب عديدة على شخصية الناقد سمير فريد، وثقافته الموسوعية، وعلى دور مشروعه الثقافي التنويري، ليس فقط في مجال السينما والنقد السينمائي، إنما في المجال الاجتماعي الأوسع، لكن بوساطة النقد ذاته، من هذه الألقاب «المثقف العضوي» وعميد النقاد السينمائيين العرب.

مارس فريد تدريس مادة الفكر المعاصر في كلية الإعلام في جامعة القاهرة ،1980 ودرس مادة السينما المعاصرة في قسم الدراسات العليا بمعهد السينما .1991 ألّف أكثر من 30 كتاباً عن موضوعات مختلفة حول السينما المصرية منذ عام ،1965 من بينها كتب عن صفحات من تاريخها المجهول، وفصول من تطورها واستمرارها أو اتجاهاتها الواقعية والمعاصرة وموجاتها الجديدة ومخرجيها، مثل يوسف شاهين، وعن أولئك الأدباء المصريين الذين أسهموا في نقل الأدب وتحويله إلى السينما، وعن تاريخ رقابة السينما ونقابات فنانيها ونجومها، وعن السينما العربية. ألّف أكثر من 15 كتاباً عن تاريخها الصامت والناطق وهويتها وتشريعاتها، إضافة الى بيببلوغرافيا شاملة. وأصدر ثلاثة كتب، عن الصراع العربي الصهيوني في السينما والسينما الصهيونية وسينما الارض المحتلة، كما ألف أكثر من 10 كتب عن السينما الأوروبية والأميركية، اتجاهاتها ومخرجيها وأدبائها، وأصدر أربعة معاجم عن سينما دول الاتحاد الأوروبي، عن تاريخها ومخرجيها وتياراتها ومؤسساتها السينمائية. وحرر وأعدّ ثلاثة كتب أخرى، وأصدر أربع مجلات سينمائية عربية وعالمية، وشارك في 48 ندوة ومحاضرة، وأعدّ برامج سينمائية في أكثر من 12 مهرجاناً، وشارك في لجان تحكيم في أكثر من 15 مهرجاناً مصرياً وعربياً ودولياً.

نشر مقالاته ودراساته في أكثر من 106 صحف ومجلات عربية وعالمية، واشترك في 27 كتاباً جماعياً باللغات العربية والفرنسية والإيطالية والهولندية واليابانية، صدرت في مصر وليبيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا وكندا وقبرص واليابان. واختير عضواً في اللجنة الدولية لكتابة تاريخ السينما في هيئة الأمم المتحدة ،1980 وفاز كأول ناقد عربي بميدالية مهرجان كان، كما منحته الدولة المصرية جائزة التفوق في الفنون عام .2002

انخرط منذ السبعينات في الجغرافية السينمائية العربية، ولم يكن فقط مراقباً كالبعض، إنما كان هنا وهناك، كما لو أنه كان يتنفس في هذا البلد هنا أو ذاك البلد هناك، ويسهم في نشاطاته الثقافية السينمائية، يشاهد الأفلام الجديدة على الموفيولا، ويناقش مخرجيها، ويكتب عنها حتى قبل أن تعرض، ويناقش سيناريوهات مخرجين، حتى قبل أن تُكتَمل، وقبل أن تُصَور. يكتب حول السينما، ويسهم في تطوير سينما الشباب العرب، ويعرّف بسينماتهم الجديدة في العالم. يقدم النصائح والمقترحات في تطوير المهرجانات العربية الدائمة منها والطارئة، ويعد لها البرامج، مثقف منتج وداعية ثقافية جمالية لا يمكن الاستغناء عنه، لا مصرياً ولا عربياً ولا حتى، في حالات كثيرة، عالمياً. ببساطة إنه مشروع جامعة سينما عربية لا يلعب فقط دور أمينها العام، إنما سفيرها السينمائي الدائم.

«أنا فلاش باك» السينما يقول سمير فريد: إنه حقا ذاكرتها الحية، خيرَ من استرجع صورَ ماضيها وتاريخها وأفضلَ من ينتج صورَ حاضرها.

alzubaidi0@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر