مزاح.. ورماح

دراما ع «المنيو»!

أحمد حسن الزعبي

في تقرير للزميلة إيناس محيسن، نشر السبت الماضي، ذكرت فيه أن 120 عملاً درامياً يبث في شهر رمضان الجاري، على القنوات العربية، بواقع 90 ساعة من الدراما اليومية المتواصلة من دون توقف. أي بحسبة أخرى، على المشاهد العربي أن يعيش أربعة أضعاف يومه تقريباً، من دون نوم أو عمل أو تسوّق أو حتى إفطار، أو سحور، ويجلس فقط لمتابعة كل ما يبث عبر شاشات «العروبة».

90 ساعة من الدراما اليومية! والله كثير! المشكلة أن ساعة درامية واحدة كفيلة بأن تدخل المشاهد العربي إلى المصحة النفسية لكثرة ما يذرف من دموع ويتابع مشاهد طلاق، و«صفع» على الوجه، وخيانة ومرض، وخوف ومطاردة، وضرب وتكسير، واختلاس وإغراء، وهز خصر ووجع قلب، كما أن إدارة القنوات لم تأخذ في الحسبان أن المشاهد الحديث لم يعد قوياً متماسكاً كما كان المشاهد القديم، فبعد كل وجبة درامية صار المشاهد بحاجة إلى فترة نقاهة إجبارية، ليستطيع إخراج «موده» من المسلسل التاريخي، استعداداً لتحضيره للمسلسل البوليسي الذي يليه، ثم إخراجه من البوليسي وتحضيره للمسلسل الكوميدي، ومن الكوميدي إلى البدوي وهكذا، في السابق كان المشاهد يرضيه أي شيء، ويعجبه أي شيء، حتى «الوشششش» التي كانت تظهر عند انقطاع البث.

لا أدري إن كان هذا الكم الهائل من المسلسلات سيكون مجدياً للمنتجين، سواء مادياً أو من حيث عدد المشاهدين، وهل سيكون مجدياً إذا ظل التضاعف السنوي في الإنتاج على حساب الجودة؟

أخشى إذا ظل التوسع في الإنتاج في المرات المقبلة أن يصار إلى دعوة المشاهدين بشكل شخصي، ومن خلال بطاقات دعوة مثل بطاقات الأعراس، وبالتالي أحسن مسلسل «يا دوب» تجد له 100 أو 200 مشاهد، أو يقف المنتج فوق رأس المشاهد وبيده دفتر الطلبات، ويضع أمامه على الطاولة «منيو» شو بتحب «ننتجلك اليوم»؟ عندنا «تاريخي مبهر بالفانتازيا»، «عندنا كوميدي مطفي بالهبل»، وفي «اجتماعي مسلوق بالملل» إيش بتحب؟

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر