5دقائق

ما تفعلونه مؤلم!

ميره القاسم

في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، لما تشهده من درجات حرارة «جيظ»، حيث يتناول البعض أنها في بعض الأنحاء قد وصلت الـ50 بالفعلأ كما يتجادل آخرون حول ما إن كان هذا الصيف أشد حرارة من «جيظ أالعام».

ومثل كل سنة تنقسم البلاد إلى نصفين، نصف ينعم بالهواء العليل في الخارج، والنصف الآخر «ينثبر يقضي وقته بين فعاليات الصيف هني وهناك». ويشتد حر الصيف ومعه تشتد أعصابنا، فالشهر الفضيل يأتينا في عز «الجيظ»، فكيف نتوقع سلوك الناس في الصيام والحر معاً؟!

 

روي عن الرسول، صلّى الله عليه وسلم، أنه قال: «إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار وسُلسلَت الشياطين»، أي قيّدت بالأغلال، كيلا يوسوسوا للصائمأ، فماذا عن شياطين الإنس من سيصفدهم؟!

 

لأولئكأ الذين «يتخششون يأكلون الهمبة تحت الشباري، ويعملون على تخزين المير الرمضاني في حجرهم، ويحللون تدخين المدواخ سراً

عن عيون أهاليهم»، للموظفين الجالسين على مكاتبهم، وما هم بجالسين، للذين لا يحتملون مجرد الاحتكاك بأي عارض في رمضان، فيأخذون برمي الشتائم واللعنات.. ما تفعلونه مؤلم.

 

سؤال مهم جداً قرأته على أحد المواقع الدينية يسأل صاحبه: هل يُطلق سراح الشياطين بعد ليلة القدر، أم بعد انتهاء شهر رمضان؟!

عزيزي السائل: «يعني مودّر كل الاستفسارات عن الشهر الفضيل وتبغي تعرف وقت إطلاق سراحهم.. بتسير تستقبلهم بعيش وحلاوة مثلاً؟!».

 

يقبل رمضان علينا غريباً، إلاّ من بعض مظاهر تحرص عليها النساء، إذ يسبق حضوره احتفالية ليلة النصف من شعبان، تلك العادة الاجتماعية الجميلة التي باتت غريبة ولا نحتفي بها، إلا من خلال المؤسسات التي تتذكرها، إذ أدخلت عليها الكثير من الأشياء التي أذهبت عنها صفة العفوية والطبيعية، وصارت مظهراً رسمياً أكثر منها عادة سنوية مارسناها في طفولتنا مع إطلالة شهر شعبان من كل عام.

يأتي رمضان في حلته غريباً، إلا من حب هادر في أرواحنا للياليه، وأصوات المآذن والابتهالات الشحيحة.. احتفاء شعبي على مستوى فرحة الناس بحلوله، فهذا الشهر الكريم ليس بحاجة إلى «فنر» يغرس في إحدى الصالات الكبرى لفندق ما، أو مركز ما، لكنه بحاجة إلى أن يحضر في ذاكرة الآخرين الذين يمرون من هنا، أو يقطنون في مدينتنا من أجل تكريس عبادة، وعادات وتقاليد تزخر بها بلادنا. وعساكم من عوّاده

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر