في الحدث

..حتى إسرائيل «اشمأزت»!

جعفر محمد أحمد

بين عشية وضحاها، تحولت التريمسة من قرية صغيرة غير معروفة حتى في بعض المناطق داخل سورية، إلى عنوان مجزرة سورية جديدة، وأصبح اسمها يتردد في العالم، وعلى لسان كل صاحب ضمير إنساني، لبشاعة ما ارتكبته قوات النظام السوري عبر القصف الجوي والمدفعي، بحق سكان البلدة الواقعة جنوب غرب مدينة حماة، لتحصد أرواح نحو 305 أشخاص أبرياء من دون تفريق، بينهم نساء وأطفال. 17 شهراً انقضت على انطلاق ثورة «الحرية والكرامة» السورية، ولايزال العالم متخبطاً وغير قادر على توحيد مواقفه تجاه ما يجري على الأرض السورية من أعمال قتل وترهيب ممنهجة من قبل قوات النظام وشبيحته، بحق أناس عزل لا ذنب لهم سوى مطالبتهم بالحرية والكرامة.

كل المدن والقرى السورية، من درعا جنوباً إلى جسر شيخون شمالاً، ومن دير الزور شرقاً إلى اللاذقية وريفها غرباً، مروراً بدمشق وحمص وحماة وحلب، لم تنجُ من جرائم النظام، الذي تفوق على نظام العقيد الليبي معمر القذافي، على الرغم من بشاعة وبربرية الأخير.

سلسلة المجازر السورية، من جسر الشغور وبابا عمرو واللطامنية والحولة والقبير، وأخيراً قرية التريمسة شاهدة على وحشية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وشاهدة أيضاً على تخاذل المجتمع الدولي، وعجزه في وقف حمام الدم السوري.

الإجرام المنفلت والمتصاعد في سورية يحتاج إلى قرار عاجل وحاسم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، والتحرك سريعاً لوقف نزيف الدماء وحماية السوريين العزل من عمليات البطش والقتل والترهيب، وممارسة كل الضغوط لتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية كوفي انان، وإجراء تحقيق دولي في سلسلة المجازر السابقة والحاضرة.

مجزرة التريمسة الجديدة هي الأسوأ منذ اندلاع الثورة، وتمثل تصعيداً فاضحاً في النزاع السوري، وانتهاكاً صارخاً لخطة أنان، وتعطي الدليل الكافي على أن النظام السوري يقتل المدنيين الأبرياء بصورة متعمدة، وإن نفى، الأمر الذي يتطلب رداً موحداً من قبل المجتمع الدولي، واتخاذ عمل دبلوماسي حاسم للتوصل إلى نهاية سلمية للعنف في سورية قبل فوات الأوان.

يكفي الرئيس السوري بشار الأسد، دليلاً على فظاعة وبشاعة جرائم قواته، أن تسارع إسرائيل، التي لا تعرف الرحمة ولا تتوانى في ارتكاب المذابح بدم بارد وعلانية، إلى إدانة المجازر السورية وتصفها بـ«العار»، ولا تتردد في القول إنها صدمت وشعرت بالاشمئزاز مما يحدث في سورية، ويكفي أن رئيسها شيمون بيريز، قال بعد مجزرة الحولة، إن الأسد أصبح «قاتلاً» لشعبه.

 jaafar438@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر