مزاح.. ورماح

«السدة التحت على اليسار»

عبدالله الشويخ

لا يوجد في مدينتنا من لا يعرف «ياماكاشي»، وهو ليس بالطبع كما يوحي اسمه بأنه من «ناجازاكي» أو «طوكيو» بل هو من إحدى الجنسيات العربية، ويقال إن أصل هذا اللقب الغريب يعود إلى أنه في أيام «كان ياما كان» كان لديه محل شهير لبيع الكاشي في الصناعية إلا أنه احترق في أحد مهرجانات الحرائق الدورية، ما أدى به إلى الإفلاس والعمل مخلص معاملات في دائرة حكومية حيث بدأت هناك «شهرته الحقيقية»! مهما كانت المعاملة التي ترغب في إنجازها في دائرة حكومية أو خاصة أو خيرية أو خدمية، ومهما قابلك الموظفون بأن لا قانون لا يسمح ولا يمكن الحصول على استثناء فإن «ياماكاشي» يعرف ثغرة معينة في القانون أو شخصاً معيناً متساهلاً لأسباب غير معروفة معه، يأخذ «ياماكاشي» المعاملة منك ويعيدها لك كاملة مكملة في اليوم الذي يليه ممهورة بالتوقيع الذهبي ومختومة وجاهزة!

كثيراً ما رأيت مسؤولين كباراً متذللين أمام «ياماكاشي» ومكسورين يرجونه أن يسمح لهم بأن يكون لهم شرف إنهاء معاملته، وكثيراً ما رأيت «شنبات ولحى» تطلب خاطره وتريد رضاه، وتسير له ما شاء من المعاملات! كنت دائماً ألبس روح القط إياه ويقتلني الفضول، وعندما أساله عن سبب شعبيته الكبيره لدى الرؤوس الكبيرة والهوامير يقول لي بخبث: «السر في السدة التحت إللي على اليسار»! وكما تبين لي في ما بعد فإن «السدة التحت إللي على اليسار» كان مصطلحاً يطلقه موظفو القسم الذي يعمل فيه «ياماكاشي» على سدة معينة في مكتبه يضع فيها عينات ما تصادره الدائرة من مختلف الأمور لفحصه: عطورات مزورة، منتجات غير مصرحة، أفلام إباحية مصادرة، معسل مضروب، لكن ما الشيء السري الذي يكسر عيون الناس أمامه ويجعله ملك «تخليص المعاملات»؟! بعد رحلة بحث وتمحيص استمرت لأكثر من ثلاثة أشهر عثرت على السر الذي كان عبارة عن علبة ذهبية صغيرة تحتوي على عدد من الحبوب، ومكتوب عليها على الطرف بخط يد رديء: «فياغرا طبيعية»!

ثغرة وظيفية خطرة يجب الانتباه لها!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر