5 دقائق

البحث عن «موقف»!

ميره القاسم

عندما تلتقي جارك أو أحد أصدقائك ممن يقطنون معك في المنطقة نفسها فتسأله هل يفهم «مواقف»، هل يجد لنفسه بعد عناء يوم طويل موقفاً يترك فيه سيارته كي يركض مسرعاً محاولاً أن يختبئ من أشعة الشمس الحارقة ليصل إلى بيته؟! وهل تدرك أننا أصبحنا ننظر إلى الواقف بعين الحسد؟! فنحن لا نعرف بل معظمنا لا يعرف. فمنذ ما يتجاوز العامين أُنشئت دائرة جديدة سُميت «النقل» في أبوظبي، وقامت مشكورة بتنظيم المواقف شكلياً وحضارياً نظير رسوم بسيطة، مقابل أن يتخلص الساكن وغيره من معاناته اليومية، فاستبشر الطوّافون حول مساكنهم خيراً، لكن بعد فترة امتلأت المواقف عن آخرها لتعود المعاناة من جديد، فابتكرت الدائرة فكرة تخصيص مواقف في كل منطقة لساكنيها، على ألاّ تلتزم الدائرة بضمان توفير موقف للمشترك! يعني إنت وحظك، على الرغم من أن جميع السكان في كل المناطق المشمولة بالمشروع سارعوا إلى الاشتراك بمجرد الإعلام عنه.

تعتقدون لماذا فُرضت تلك الرسوم السنوية نظير خدمة غير مضمونة وتدخل في دائرة الياناصيب؟! وهل تعّد هذه الخدمة قانونية على الرغم من عدم ضمان توافرها؟!

هنا لابد من وقفة مع «مواقف»، فكيف بالله عليكم يدفع الشخص رسوماً لا يستفيد مقابلها؟ ولماذا بعد كل تلك الفترة الطويلة من تحصيل كل هذه المبالغ نظير الدفع في الماكينة والاشتراك السنوي، هذا غير المخالفات، لم تقم بالعمل على مشروع كبناء متعدد الطوابق في كل منطقة يتيح للمشترك ــ على الأقل ــ مكاناً «يبركن فيه سيارته»؟ يعني «عايبنكم الواحد يرد متأخر لأي سبب كان عملاً أو نزهة أو قضاء مناسبة ما ليصطدم بهذا الأمر الموتّر وهو البحث عن موقف؟! شو تبغون ما نطلع من بيوتنا بعد!»، وهو ما يقوم به الكثيرون خوفاً من ذهاب «الباركنج».

طيب والضيوف، ماذا يفعلون بعد التاسعة مساء، وهو بداية الوقت المخصص للسكان؟ «أوّنه الساكن الحينه لاقي له موقف»! علماً أن الزيارات والعزائم غالباً ما تنتهي بعد التاسعة.

إذاً فلنطرد الضيوف كي نستريح، ويستريحوا هم لعدم رؤيتهم مخالفة «ملطوعة على السيارة» تجعلهم يترددون في زيارتنا مرة أخرى.

يا إدارة المواقف «ترانا ملينا من وعودكم بالحلول، وماشَيْ حلول، سنتين ونحن نِتْرَيا، باختصار وباللغة العربية: عطلوا رسوم المواقف فترة حتى توفروا الخدمة كاملة، وبسنا دفع للماكينة والرسوم السنوية والمخالفات وهني وهناك وهني وهني».

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر