مزاح.. ورماح

تكسير أرقام

أحمد حسن الزعبي

أول من أمس، في محافظة الدرعية السعودية، تم الكشف عن أضخم مائدة في العالم، حيث بلغ طولها 1000 متر، وشارك في إعدادها أكثر من 26 طاهياً من دول مختلفة. وبهذا الإنجاز التاريخي والفتح المبين نكون قد صفعنا «غينيس» على وجهه من جديد، وسجلنا رقماً قياسياً عربياً «غصب عنه».

❊❊

لقد ملأ العرب صفحات «غينيس» بإنجازاتهم «البطنية»، وحرروا فصول الطعام من الألف إلى الياء بأكبر وأكبر وأكبر حتى ضاق بنا العالم من كثرة إنجازاتنا. في عام 2009 دخل لبنان بأكبر صحن حمص في العالم، فردّت المغرب بدخول «غينيس» بأكبر طبق «كسكسي» في الوجود، ولأن صحن الحمص يحتاج إلى صحن تبولة، عاد اللبنانيون ودخلوا «غينيس» ثانية بأكبر صحن «تبولة»، الأمر الذي دعا الدول الشقيقة للتحرك، فحشد السوريون قواهم واقتحموا «غينيس» بأكبر طبق بقلاوة، الأردنيون بدورهم جهزوا أكبر سدر منسف في المعمورة وقالوا كلمتهم، تلاه أكبر سدر كبسة في التاريخ المعاصر (سعودي)، وتدخل الإمارات في صراع تكسير الأرقام بأكبر «سيخ شاورما» عابر «للحارات»، وبعد كل هذه الفتوحات «الغينيسية» واسترجاع الأرقام المغتصبة، دخل الفلسطينيون أيضاً بأكبر «سدر كنافة» من نابلس، وأكبر طبق «مسخّن» من رام الله، ثم أكبر طبق شوربة سعودي، وأكبر صحن بلح، وأكبر صحن مندي، وأعنف طبق كشري، وأطول «سندوتش» وأنصح حبة فلافل إلخ..

يذكر أن المعارك لاتزال مستمرة على صفحات «غينيس» بعد أن تحوّلت إلى حرب «شوارب» وكرامات شعوب!

❊❊❊

صحيح أن العرب قد دخلوا فرادى كتاب «غينيس»، لكنهم خرجوا مجتمعين من التاريخ! مادام لدينا أقصر معركة، وأسرع هزيمة، وأكبر خازوق في العالم (الجهل).

لقد بدلنا فلسطين بطبق «مسخن»، والعراق بطبق «باتشيه»، وسورية «بصحن شوربة أطفال».

مبروك عشاؤكم الأخير يا عرب!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.

تويتر