مزاح.. ورماح

«والله ما بغازلج!»

عبدالله الشويخ

عندما أكون في «مصفح» في منتصف الليل بجوار تلك التحويلات التي لا تنتهي دائماً ما تصيبني المشكلة نفسها، فلو أخطأت في اختيار المسار الصحيح فقد أجد نفسي على خط العين بدلاً من خط الشهامة، وبالنظر إلى أسعار البترول الجديدة فإن مشوار أبوظبي والـ«بيعة» تكون خسرانة! لذلك كنت أحرص دائماً عند وصولي إلى تلك المنطقة أن أتصل بأحد شباب أبوظبي الذين لا يفتأون يستخدمون مصطلحات «خل الجزيرة في ظهرك» «ويهك شمال» ويكون جوابي بالطبع: «عساها خيزرانة تنقع في ظهرك ويا ويهك إلى صوب الشمال، إذا كنت أعرف اتجاه الشمال في هذا الليل، وإذا كنت أعرف موقع الجزيرة فهل كنت سأضيع وقتي بسماع صوتك!».

حاولت تركيب جهاز «جي بي إس» العجيب، لكن صوته المعدني الكريه وصعوبة التعامل معه جعلاني أقذف به أحد الرادارات ذات يوم «بعد 200 متر.. إلى اليمين»، «بعد 100 متر.. إلى اليمين»، «بعد 50 متر.. إلى اليمين»، تحس بأن حياتك إلى القبر تقترب وسني العمر تمضي!

لم يكن هناك خيار أفضل من إيقاف أحد الشباب على الإشارة و«طعج» اللسان قليلاً بلكنة بدوية: «مرحبا الشيخ، شحالكم يالربع، بتخبرك وين درب دبي؟». وتحصل مباشرة على الشرح المفصل بل قد تبلغ «الفزعة» في أحدهم أن يقول تلك الكلمة الجميلة: «امش وراي طال عمرك»! وإنت والخير رباعه يوصلك إلى النهاية ثم يعطيك «الأربع أشاير»، ولن يكلفك الأمر سوى «بيب» بمعنى: شكراً ما قصرتوا! وإذا كنت وراءه مباشرة فتكفي «تدييمتين»!

هذا الأسبوع كررت السيناريو، ولكن المخفي في السيارة الموجودة جواري لم يتزحزح! ضغطت «الهورن» مرة ومرتين وثلاثة، أحسست بأنها أنثى، أخذت أؤشر بجزع كلمة واحدة فقط! انزلي الجامة! ستفتح الإشارة! لم أتلقً منها سوى كلمة واحدة حين أنزلت الشباك: «ترى والله باخبر الشرطة»!

يتكرر الأمر حين تطلب رقم إحداهن لسؤالها عن أمر مهني معين، وحين ترسل رسالة إلى إحداهن طالباً رقم هاتفها.. سوء الظن دائماً هو الأساس.. القاعدة أن الجميع مغازلجية حتى يثبت العكس! مشكله تحتاج إلى همتكم يا أطباء النفس!

Twitter:@shwaikh_UAE

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر