من المجالس
مصر الوجود لا الوجوه
لم تعرف الدبلوماسية الإماراتية منذ تأسيسها نهجاً غير الحكمة والدفع بالتي هي أحسن، ولم تأخذ يوماً من الخطاب طرفه، ولم يستهوِها البناء على الجزء الفارغ من الكأس. لذلك كانت هذه الدبلوماسية هي بيت الحكمة في نص العمل العربي المشترك، وعنوان المبادرة نحو التقريب وتأليف القلوب وتغليب المشتركات على الخلافات في تنظيم شؤون الوطن العربي الكبير ونسج العلاقات مع جهات العالم.
ومصر الكبيرة بشعبها ودورها كانت دوماً في قلب اهتمام الدبلوماسية الإماراتية، بعيداً عمن يحكمها أو يقود مرحلتها، فذلك شأن أهلها وخاصتهم، أما شأن العرب فيها فهو الدور والتاريخ، بل القدر الذي ارتضته أرض الكنانة وتقبله العرب والمسلمون بنفوس تواقة لأن تعود مصر كما كانت دائماً حصناً منيعاً يذود عن الحقوق العربية ويمنع المتربصين بالأمن القومي العربي، وأن تجد مصر حضناً عربياً دافئاً ومسانداً في كل الظروف والأحوال.
لذلك كانت تصريحات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، تأكيداً لذلك النهج الدبلوماسي الإماراتي الثابت، الذي يعتبر تماسك البيت العربي أهم أولويات سياسته الخارجية، ويضع مصر في قلب هذا الخيار الاستراتيجي. ومصر اليوم تعيش عهداً جديداً يرمقه محيطها العربي بكثير من الأمل في أن يستقر حالها ويعود دورها ويزداد ثقلها لتفتح باباً جديداً من الألفة والتضامن وجمع الشمل العربي الذي تنازعته المصالح الدولية وعصفت به تداعيات الاستبداد وآفات الفساد الداخلية. وبهذا المستوى من الوعي أكدت دولة الإمارات رغبتها الثابتة والأكيدة في تطوير العلاقات مع مصر على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستثمارية إيماناً بأن المصير المشترك لا تحده مراحل ولا تختزله تأويلات.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .