كل يوم

البداية من «يوسو»!!

سامي الريامي

لم أزر أياً من مدن أيوتهايا التايلاندية، وإيكاترينبرغ الروسية، أو أزمير التركية، وساو باولو البرازيلية، لكنني أعرف تمام المعرفة تميز وقدرة مدينتي دبي على تنظيم معرض «إكسبو» العالمي ،2020 ليس في ذلك تقليل من قيمة المدن الأربع التي تنافس دبي، فلا شك في أنها عريقة وبها كثير من المميزات التي جعلتها تنافس في الاستضافة، لكنها الثقة بالمستوى الذي وصلت إليه مدينة دبي.

معرض «إكسبو» العالمي يكتسب أهمية خاصة، كونه معرضاً للتواصل الإنساني، ويغرس بشكل دائم قيم الثقة والتكاتف والازدهار، من خلال التزام الدول بخلق فرص مهمة وأساسية لأجل الإنسانية، وبهدف إيجاد روابط بين الشعوب، يتبنى المعرض التعليم عبر الخبرة، والتطوير عبر الابتكار، والتجارب عبر التعاون، لأنها مقومات أساسية للنمو والتواصل.

مي هاي شينغ مواطن صيني (95 عاماً)، وهو معلم متقاعد لخص فكرة المعرض في شنغهاي التي استضافته عام ،2010 وزاره أكثر من 73 مليون شخص، حين قال بعد أن زار المعرض 28 مرة، وكتب يوميات من 400 صفحة تتضمن صوراً وهدايا تذكارية وتوقيعات من مديري مختلف الأجنحة «المعرض يشبه متحفاً ضخماً لثقافات العالم المختلفة»!

عرف العالم «إكسبو» للمرة الأولى عام ،1851 وأقيم في «هايد بارك» في لندن، ومن أهم العناصر التي عرضت في المعرض عبر السنين أن برج إيفيل في فرنسا بُني خصيصاً ليكون المدخل لـ«إكسبو» باريس ،1889 وأول معرض أقيم في الولايات المتحدة الأميركية 1876 شاهد الجمهور فيه أول هاتف، وأول آلة صف تجارية، وصلصة الطماطم «الكاتشب» هاينز!

وفي «إكسبو» شنغهاي ،2010 أدهشت الصين العالم بقدرتها على تنظيم معرض هائل وكبير جداً، أنفقت عليه أكثر من أربعة مليارات دولار، وعرضت دول العالم ابتكاراتها ضمن شعار المعرض «مدينة أفضل ــ حياة أفضل».

زرت هذا المعرض وتسكنني منه انطباعات كثيرة، فلقد استقبلنا في الجناح الياباني «روبوت» يعزف بشكل رائع على «كمان» حقيقية، وقدمت الإمارات جناحاً رائعاً استطاع أن يفوز بلقب أفضل جناح، متقدماً على دول كبرى صرفت بسخاء على أجنحتها المتميزة.

والآن جاء دور دبي لتدهش العالم أيضاً بقدرتها على استضافة هذا الحدث، الذي يعتبر ثالث أهم حدث عالمي بعد المونديال والأولمبياد، ربما لا نستطيع تحطيم رقم زوار المعرض في شنغهاي، لكننا نمتلك أربع مزايا نستطيع من خلالها التفوق على المدن الأربع المنافسة، فالإمارات تمتلك موقعاً جغرافياً متميزاً ومتوسطاً للعالم، وتالياً يسهل الوصول إليها من الشرق والغرب، وهو ما لا يملكه جميع المنافسين، كما أنها أفضل في البنية الأساسية، والتجهيزات اللوجستية، إضافة إلى التنوع الثقافي الهائل الذي يتناسب مع أساس وفكرة «إكسبو» العالمي.

من هذه النقاط القوية يجب أن تركز الحملة الترويجية، التي أطلقتها اللجنة العليا المنظمة، وكلنا ثقة بإقناع العالم بأهميتنا ومكانتنا، والبداية يجب أن تنطلق من مدينة «يوسو» الكورية الجنوبية، حيث تستضيف «إكسبو» الفرعي الذي يقام مرة كل عامين، ويخصص اليوم الخميس لدولة الإمارات، فمن هنا تبدأ خطوة الألف ميل للترويج لدبي.

reyami@emaratalyoum.com

twitter@samialreyami

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر