أبواب

نعم كلنا الإمارات

سالم حميد

الشباب أغلى ما نملك في وطننا، والإمارات من المجتمعات الفتية؛ أي أن مجتمعنا غني بالعناصر الشابة، وفي هذه الفترة يكون الأشخاص أكثر حساسية لبعض المتغيرات وبعض الآراء، والتي سرعان ما تُتبنى دون دراية فيتمسك بها الشباب، ولا يدرون إلى أين تقودهم، لذلك وجب علينا، وعلى كل من يستطيع التأثير في شبابنا بطريقة إيجابية، إيجاد طريقة تجعل هذا الجيل أكثر وعياً، وأكثر إدراكاً، وأن نكون قدوة حسنة، وأن نستقطبهم بطرق خلاقة.

وفي معظم دول العالم هناك أو جمعيات أهلية تدعمها الدولة، إذ تجذب الشباب وينظم العديد منها الفعاليات المفيدة، بعضها ثقافي وترفيهي، وآخر يحمل الفائدة والمعرفة، وطبعاً لا يغيب التوجيه لهؤلاء، وتعزيز روح المواطنة، والانتماء، وحب الوطن. في الغرب هناك الكشافة ومؤسسات الشباب المختلفة، وفي العديد من الدول هناك مقار دائمة للشباب يجتمعون ويناقشون ويرفهون عن أنفسهم من خلال نشاطات، وكل ذلك تحت الرقابة.

ما يثلج صدرنا هنا في الإمارات إطلاق سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، جمعية «كلنا الإمارات»، وهي جمعية تسعى إلى جمع شمل شباب الإمارات، هي نواة تكبر يوماً إثر يوم، وتسعى إلى تعزيز انتماء الشباب الإماراتي، وتعريف هذا الجيل بتاريخ الإمارات وحضارتها، والتأكيد على القيم التي يتحلى بها شعبنا، وعلى العادات الأصيلة التي ورثناها، وأيضاً قدرتنا على مواكبة الحداثة بكل ما تعنيه، وهذه الجمعية خطوة مهمة لجمع الشباب تحت سقف الوطن وإبعاده عن الأفكار الدخيلة التي تشوش تفكير جيلنا الشاب، إذ قد يحاول البعض الانقضاض على هذه الفئة، والتلاعب بأفكارها، لذلك لابد من دعم توجه الجمعية، وتشجيع الانضمام إليها.

نتمنى أن يكثر عدد المنضمين إلى الجمعية، وأن تتطور لتكون لها مقار في الإمارات كافة، وأيضاً أن تجهز بكل ما يحتاج إليه الشباب الإماراتي، لتكون مكاناً للالتقاء والتجمع والمناقشة، ولتحتوي ـ كما كل الأندية الاجتماعية ـ على وسائل ترفيهية ورياضية، وغيرها، لكي تستقطب الشباب، وهذا بالتأكيد أفضل من أن يتسكعوا ويلجأوا إلى الأنشطة التي تشكل خطراً على حياتهم، وهنا يبرز دور المتطوعين والقائمين على الجمعية بتوفير أنشطة إيجابية تقدم إلى العنصر الشاب الكثير من الفائدة.

الجميل في الجمعية تعزيزها روح التطوع بين أبناء الإمارات، وأيضاً عزمها على التعاون مع الجمعيات والمؤسسات الحكومية والخاصة بهدف الربط في ما بينها، وكل ذلك كما ذكرنا للتأكيد على الانسجام الثقافي بين أبناء الدولة، وأهم تلك الجهات التي يمكن الربط معها هي الجهات التعليمية، أي المدارس والجامعات، إذ يمكن أن يتم التعاون في المجالات كافة، بحيث لا يتم التضارب مع الواجبات العلمية للطلبة، وكذلك استثمار أوقات الفراغ والعطلات، وتعزيز الأنشطة المفيدة التي تعود بالنفع على الشباب.

جمعية «كلنا الإمارات» هي جمعية وليدة، وكل ما نطرحه هو بهدف تطوير هذه الجمعية، لتكون مركز استقطاب للجيل الشاب من أبناء الوطن، وإذ نعلق عليها كل تلك الآمال فبهدف أن تكون ملجأً للشباب، ولكي يتعرف أبناؤنا إلى تلك الجمعية، وأيضاً ليوجه الأهل أولادهم، عسى أن تصل الجمعية إلى أهدافها، وربما تصبح بمثابة جمعية وطنية شاملة تضم أكبر عدد من الشباب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر