أبواب

«فيلاجيو» وكأس العالم

سالم حميد

أُصبنا بالحزن لسماعنا أخبار الحريق الضخم الذي التهم مركز «فيلاجيو» التجاري في الدوحة، حيث وصلتنا أخبار متضاربة بداية عن حجم الحريق، ثم تصريحات مشوشة عن عدم وقوع ضحايا وصغر حجم الحريق، ثم فوجئنا بصور مسربة وفيديوهات بثتها قنوات إعلامية عالمية عدة، وبعد ذلك هزنا خبر وفاة 19 شخصاً بينهم 13 طفلاً دون الخامسة اختناقاً، من جنسيات مختلفة، حيث ذكرت تقارير أن بين الضحايا طفلاً وطفلة من مصر، وثلاثة أطفال من نيوزيلندا، وطفلاً من كندا، وكذلك من إسبانيا وأميركا والصين، ومدرسات، واثنين من رجال الإطفاء.

هو خبر مؤسف ومؤلم للغاية، ولنا أن نتخيل ذلك المشهد المرعب للأطفال وهم يموتون اختناقاً، أو نتخيل فزعهم وبكاءهم قبل أن يتحولوا إلى اشلاء وجثث، ثم نتخيل أصوات البكاء والعويل لمن فقدوا احباءهم وفلذات أكبادهم، وتعازينا الخالصة لأهالي ضحايا الحريق وأيضاً لجارتنا قطر، لكن التساؤل هنا عن أسباب هذا الحريق وكيف يمكن أن يحدث ما حدث في واحد من أكبر مراكز التسوق والترفيه في قطر؟ فتلك العائلات التي أمنت على أطفالها في قلب المركز، لم يكن يخيل لها أن تحدث تلك الكارثة، وأين إجراءات السلامة والأمن من الحريق وغيره؟ حضانة أطفال وسط مركز تجاري من دون مخرج للطوارئ!

قطر مقبلة على استضافة الحدث الأبرز في المجال الرياضي على مستوى العالم، حيث ستنظم كأس العالم ،2022 وهي أول دولة عربية تحظى باستضافة العرس الكروي الأبرز الذي ينتظره الملايين من عشاق الكرة، وفي هذا السياق تتصيد وسائل الإعلام الأجنبية وتربط بين الحادث المؤسف وقدرة قطر على توفير أبسط وسائل الأمن والأمان للآلاف الذين سيحضرون إلى الدوحة، وكيف ستؤمن سبل الوقاية اللازمة سواء من الحريق أو غيره؟ وعلى الرغم من قوة ملف استضافة كأس العالم الذي أبهر «الفيفا» وجعلها تختار قطر، حيث إنها ستجهز 22 ملعباً، يتسع كل ملعب إلى نحو 45 ألف شخص، كما أنها ستتجهز بالعديد من الفنادق ومقار الإقامات للألوف التي ستأتي من العالم لمشاهدة المباريات، ومن المتوقع أن تحضّر قطر 75 ألف غرفة فندقية مع بداية عام ،2022 لتستوعب الأعداد الكبيرة للمشجعين المتوقع حضورهم في نهائي كأس العالم في تلك الفترة.

كل ذلك يستدعي أن تكون قطر على حرص كبير للحفاظ على قدرتها على تنظيم كأس العالم، وتوفير سبل السلامة والوقاية، فالكثير من العيون شاخصة تجاه قطر، والكثير من القنوات الإعلامية أخذت، على إثر المأساة التي وقعت، الإضاءة على ملف قطر وكأس العالم، لتثير الشكوك حول القدرة على التنظيم والحفاظ على أرواح الآلاف، حيث ستعج العاصمة القطرية بالحضور من شتى بقاع الدنيا مع واقع صغر مساحة قطر التي لا تجاوز 521.11 كيلومتراً مربعاً، كما أن المسافة بين ملعب وآخر لن تكون بعيدة، أي أن هناك تجمعاً لآلاف المشجعين في منطقة جغرافية صغيرة.

نحن في الإمارات بالتأكيد نشد على يد القطريين ونساندهم، وأظن أن الإمارات تستطيع تقديم خبراتها الطويلة في مجالات عدة، وتوفيرها لأشقائنا حرصاً منا على أن يتحقق الحلم، وتستضيف أول دولة عربية أول منافسة لكأس العالم على أرضها.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر