أبواب

فقط في الإمارات

سالم حميد

نعم هذا واقعي، وربما لن تجد مثيلاً له في العديد من الدول أو دول العالم كافة، فيكفي أن تقرأ خبراً عن قيام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بتسوية قروض المواطنين ممن تقل مديونياتهم عن خمسة ملايين درهم، وهذا الرقم يشمل 368 مواطناً بمديونيات متعثرة يصل إجماليها إلى نحو 568 مليون درهم، وهو رقم كبير، هذا بخلاف القيمة الإجمالية للقروض الشخصية للمواطنين والتي تبلغ 48 ملياراً من الدراهم، وهذا رقم مخيف.

وهذا حقيقة ما تتميز به الإمارات، فهي بلد متكاتف متضامن، ودائماً هناك تلاق بين السلطة والشعب، إذ يسعى قادة الإمارات، وعلى رأسهم الشيخ خليفة بن زايد، إلى إتمام مسيرة كان بدأها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان دائما يلتفت إلى قضايا مواطنيه صغيرها وكبيرها، وكان يتجاوز البروتوكولات وبعض العوائق التي تخلق من خلال الأنظمة الحكومية، وهذا ما يستمر فيه الشيخ خليفة الذي قرر أن يخفف أعباء شعبه، لأنه يريد تحقيق الرفاهية لشعب الإمارات، وأن يكون هذا البلد مثلا في خلق بيئة متسامحة وعيش رغيد للجميع.

من المعروف أن عددا من المواطنين موقوفون على ذمة قضايا مديونيات متعثرة، وبعضهم صدرت بحقهم أحكام قضائية، لكن اللافت أن صندوق تسوية المديونيات المتعثرة للمواطنين ذوي الدخل المحدود يقدر رأسماله بـ10 مليارات درهم، وهذا المبلغ ليس فقط لتسوية الديون، إنما ايضا لخلق توعية مجتمعية، ووضع حد لظاهرة القروض الشخصية التي تتم غالبا من دون دراسة ودراية بالعواقب.

هنا حضرني تقرير سابق جاء فيه أن شعب الإمارات الأكثر سعادة في العالم العربي، وفي المركز الـ17 في قائمة الشعوب الـ20 الأكثر سعادة في العالم، وذلك طبقاً لنتائج أول مسح دولي شامل عن السعادة تجريه الأمم المتحدة، وجاء في نص التقرير الذي حمل عنوان «تقرير السعادة العالمي»، خلال مؤتمر للأمم المتحدة تحت عنوان السعادة والرفاه، في نيويورك، أن الإمارات تقدمت في الترتيب العالمي، على دول مثل بريطانيا وآيسلندا، في حين خلت قائمة أكثر 20 شعباً سعادةً في العالم من أي دولة عربية أو إفريقية أخرى، وفقاً للتصنيف الذي أوردته صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية.

التقرير الذي ذكرناه كان قد أعده المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة لمصلحة الأمم المتحدة، واستند التقرير إلى عوامل عدة أبرزها أسئلة مباشرة لسكان الدول، كدرجة سعادتهم بحياتهم في الحاضر والماضي، وقد أردف هذا التقرير كمثال عن واقع الحال في الإمارات، عسى أن تقتدي بعض الدول الأخرى بنهج دولتنا، وذلك باعتبار المواطن شريكا أساسيا في هذا الوطن، وله الحق في أن يحيى في رفاه.

بالفعل، فقط في الإمارات، تجد حاكما يصحح أخطاء مواطنيه من الذين اقترضوا أموالاً من البنوك من دون دراسة أو وعي ثم تعثروا، وفقط في الإمارات تجد حاكما يقوم بتسوية قروض رعيته المتعثرين من ذوي الدخل المحدود، فهنيئاً لشعب الإمارات بقائد مثل خليفة بن زايد، أدام الله عزه.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر