في الحدث

في انتظار الرئيس

جعفر محمد أحمد

انتهت مرحلة الوعود البراقة والفضفاضة التي أطلقها مرشحو الرئاسة، وما صاحبها من دغدغة للمشاعر وهدهدة للعواطف، واقتربت ساعة الحسم

واللحظة الفارقة في تاريخ مصر الثورة، حيث سيحدد شعبها عبر صناديق الاقتراع مَنْ سيكون الرئيس الجديد المنتخب ديمقراطياً، بعد إطاحة حسني مبارك الذي عصف به في فبراير 2011 زلزال «الربيع العربي».

اليوم وغداً يتوجه المصريون، كل بمحض إرادته ودون ضغوط، الى مراكز الاقتراع للمشاركة للمرة الاولى بتاريخهم في انتخابات رئاسية، وهي سابقة في تاريخ جمهورية مصر العربية، تحدد من سيتولى مقاليد الحكم. الشعب المصري تحديداً، وشعوب العالم بأسره عرباً وعجماً في حالة من الترقب والانتظار، وفي لهفة وشوق وتطلع لمعرفة من سيكون أول رئيس لمصر بعد ثورة الحرية والكرامة، التي انطلقت من ميدان التحرير الشهير، وبلا شك هي لحظة تاريخية بحق، وحقيقة تطوي فترة من الارتباك والإرباك، وما تخللها من تحولات حدثت طوال 16 شهرا، منذ قيام الثورة وحتى اليوم.

تطورات متلاحقة ومتسارعة شهدتها مصر بعد الثورة، من تظاهرات واحتجاجات صاحبتها اشتباكات وسقوط ضحايا نتيجة استغلال بعض المغرضين أجواء الحرية، والعمل على وأد ثورة 25 يناير، التي واصلت مسيرتها بقوة وعزيمة، وحققت أول انتخابات برلمانية حرة، واليوم تشهد أول منافسة رئاسية حقيقية وديمقراطية، بعد حملات انتخابية شهدت العديد من التقلبات بين الفوضى والعنف، وأيضاً ظواهر حضارية ومشاهد غير معهودة من قبل، حيث تابع المصريون اول مناظرة تلفزيونية في تاريخ الانتخابات الرئاسية بين المرشحين (الامين العام السابق للجامعة العربية ووزير الخارجية السابق في عهد مبارك) عمرو موسى، والإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبوالفتوح، وهما الاوفر حظاً، وايضاً آخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق ومرشح «الإخوان المسلمين» محمود مرسي. وهناك مرشحون آخرون يأملون تحقيق نتيجة مشرفة بينهم، خصوصاً حمدين صباحي (اليسار الناصري)، والإسلامي سليم العوا، والشاب الناشط في مجال الحقوق الاجتماعية خالد علي. مصر الثورة تنتظر في هذا اليوم المشهود رئيسها الجديد المنتخب ديمقراطياً، بعد معاناة طويلة دفعت ثمنها غالياً. ومع بدء العد التنازلي لتسليم المجلس العسكري السلطة لأول رئيس مدني منتخب من الشعب، فإن أمام الرئيس المنتظر ملفات ضخمة وقضايا ساخنة سياسياً واقتصادياً تتطلب تعاون الجميع، وهو تحدٍ لن يواجهه الرئيس الجديد وحده، وإنما هو تحدٍ للشعب المصري كله وثورته.

jaafar438@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر