أبواب

ماذا قدمت المهرجانات؟

سالم حميد

انتهى الموسم الشتوي والربيعي لهذا العام من المهرجانات الفنية المسرحية والسينمائية، والسؤال الآن ماذا قدمت تلك المهرجانات لدعم الحركة الفنية على المستوى المحلي؟ فنحن في الإمارات لا نعاني نقصاً في عدد المهرجانات الفنية، خصوصاً المسرحية منها التي تتميز بالكثرة وتنوع فئاتها، ما أسهم في ضخ دماء وطنية جديدة في هذا القطاع، لكن هناك مهرجانات تكرر نفسها في كل دورة من دون أن تقدم أي جديد، أو تقدم عروضاً مسرحية ذات طابع مستهلك، وفي الغالب تتشابه العروض، خصوصاً أعمال الشباب منها.

صحيح أن لكثرة المهرجانات دوراً إيجابياً في تطوير المسرح والسينما، ولكن على كثرتها لم تسهم بعد في الترويج للأسماء المحلية الشابة، بل لاتزال أسماء البعض من الفنانين المعروفين منذ عقود هي المعرضة لتسليط الضوء، أما الشباب فلايزالون يصارعون من أجل الحصول على أبسط الأدوار في الأعمال التلفزيونية الرمضانية، رغم أنهم لا يقلون كفاءة عن هذا العدد الهائل من الممثلين والممثلات المستوردين من الخارج من أجل أداء أدوار محلية بألسن معوجة.

للمهرجانات السينمائية أيضاً أدوار إيجابية كالانفتاح على مختلف الثقافات السينمائية التي تعاني، حسب عدد المشاهدين، سيطرة أميركية ثم هندية، فمن خلال المهرجانات الدولية استطعنا التعرف إلى تجارب سينمائية راقية من مختلف القارات، هذا بخلاف التقنيات المختلفة والمستحدثة من سينما دولة معينة إلى أخرى، ولكن لنكن واقعيين عندما نتحدث عن الفيلم الإماراتي الذي لايزال في بداية الطريق، وغير القادر على منافسة الأفلام القادمة من خارج منطقة الخليج العربي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، التوسع الذي قام به مهرجان الخليج السينمائي في دورته الأخيرة في دبي، وعدم الحفاظ على إقليميته أدى إلى عزوف أعداد كبيرة من المخرجين الإماراتيين الشباب من المشاركة، خوفاً من الفشل، لعلمهم المسبق بضعف إمكاناتهم مقارنة بالقادمين من الخارج. أما المهرجانات الدولية، فبالتأكيد تسهم في الترويج للبلاد، وتجذب كبرى شركات الإنتاج العالمي من أجل التصوير في الإمارات، وخير مثال فيلم «مهمة مستحيلة 4»، إضافة إلى تشغيل الشركات المحلية العاملة في مجال تأجير الاستديوهات والمعدات السينمائية ومعامل التحميض، وأخيراً تشجيع الشباب المحب للسينما على دراسة السينما. أما الناحية السلبية في المهرجانات الدولية فهي الكلفة المادية الباهظة من أجل إقامة هذا الحدث، فبتلك الأموال أستطيع إنتاج فيلم أو اثنين على الأقل بمواصفات عالمية.

لاتزال الحركة المسرحية والسينمائية المحلية في مرحلة النمو والتطور، وأهم ما تحتاج إليه هذه الحركة في الوقت الحالي النصوص الدرامية القوية، فنحن للأسف نعاني ضعفاً حقيقياً في عدد النصوص المسرحية المطبوعة التي تمكن الشاب من الاطلاع، ولم تبادر أية جهة إلى التخصص في طباعة النصوص المسرحية المختلفة الثقافات وترجمتها، فالدورات والورش المسرحية والسينمائية وحدها لا تكفي من أجل تأهيل الشاب ما لم يكن هناك تأهيل نظري مقروء، وهذا الغياب أدى إلى اختلاف المعايير في تحكيم الأعمال الفنية، فتجد عملاً يفوز في مهرجان معين لكنه يفشل فشلاً ذريعاً في مهرجان آخر، فعدم مواكبة النقد الحقيقي والصادق في النص الدرامي لن يسهم في ارتقاء العمل الفني.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر