من المجالس

«ثنائية اللغة».. مفهوم جائر

عادل محمد الراشد

يركز «ميثاق اللغة العربية» الذي جاء ضمن حزمة المبادرات النوعية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لحماية وتمكين اللغة العربية، أمس، على جملة من الإجراءات التي تؤدي إلى وضع اللغة الرسمية للدولة في موضعها المناسب على جميع مستويات الحياة العامة في الدولة؛ تعزيز استخدامها في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية، تعزيز استخدامها في جميع الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور، إعطاؤها الأولوية في البرامج الإعلامية على القنوات المحلية، توفير المعلومات التي يحتاج إليها المستهلك باللغة العربية.

هذه الإجراءات بقدر ما تقدم من وسائل لحلول فهي تشخيص يستشعر حجم الغبن الذي تتعرض له اللغة العربية في مجتمع الإمارات، وحجم التهميش الذي يستهدفها حتى في المؤسسات الحكومية المحكومة بالدستور الذي لا يجعل للغة العربية شريكاً في الخطاب والمعاملة والتعليم، وكل تفاصيل الحياة الأخرى. واستشعار الداء والاعتراف به هو الذي يجعلنا نتفاءل هذه المرة بتحسين حال اللغة العربية في مجتمعنا العربي. ولتمهيد الأرض أمام هذه المبادرات النوعية ومؤسساتها المنبثقة عنها لتحقيق النجاح المرجو، نرجو أن يعاد النظر في مبدأ ثنائية اللغة الذي دخل علينا في السنوات الأخيرة، وحدد إقامة لغتنا العربية في حدود التعامل الشخصي ونفاها بعيداً عن ميادين الأعمال ودواوين المؤسسات الرسمية وقاعات الاجتماعات والفصول الدراسية، وشنّ حملة تشويه متواصلة أظهرت اللغة التي ملأت الأرض شعاعاً ونوراً يوم كان العالم يغرق في ظلمات الجهل كأنها لغة مكانها متاحف التاريخ لا مكاتب ومواقع العمل والإنتاج والإبداع.

لتحقيق أهداف المبادرة لابد أن نعود إلى مفهوم اللغة الأم مع الانفتاح على كل اللغات والثقافات حيثما كانت الحكمة، بدلاً من اقتصار هذا الانفتاح على اللغة الإنجليزية وحدها، ورفعها إلى مكان ليس بمنزلها.

adel.m.alrashed@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر