أبواب

متفرقات ثقافية

سالم حميد

انطلقت الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي، أول من أمس، وكان فيلم «تورا بورا» اختياراً موفقاً كعرض للافتتاح، وقد نال هذا الفيلم الكويتي استحسان الجماهير. يُذكر أنه عُرض مسبقاً في مهرجان «كان» السينمائي، والفيلم عموماً يُعد تجربة سينمائية كويتية جديدة الفكرة والمغامرة، ولكن يعيبه حواراته الضعيفة، وكانت اللجنة المنظمة لمهرجان الخليج السينمائي قد أعلنت أن عدد الأفلام المشاركة في الدورة الحالية قد بلغ 155 فيلماً، تم انتقاؤها من بين 1250 فيلماً سينمائياً من أكثر من 90 دولة، وكثرة طلبات الاشتراك من مختلف دول العالم دليل على نجاح هذا المهرجان، الذي شخصياً أحرص على متابعته أكثر من مهرجان دبي السينمائي الدولي، ولكن أرجو من الزملاء الأعزاء العاملين على مهرجان الخليج السينمائي أن يدركوا أو يعوا أنه ليس من مصلحة مهرجان الخليج السينمائي أن يبالغ في توسعه هذا، فتجربة «أفلام من الإمارات» رغم محدوديتها كانت أكثر من رائعة، والدورات السابقة أيضاً من مهرجان الخليج أشعرتنا بالألفة والحميمية، ولستُ هنا ضد العالمية، ولكن نحن لدينا في دبي مهرجان دولي للسينما ولسنا بحاجة إلى دولي آخر، فأرجو من اللجنة المنظمة لمهرجان الخليج السينمائي أن تحافظ على إقليمية وخصوصية هذا المهرجان والابتعاد عن المجاملات.

قانون حفاظ وحماية الآثار في دولة الإمارات، بالنسبة للعاملين في هذا المجال محلياً، عبارة عن أزمة بالغت في التقاعس منذ 12 عاماً على المستوى الاتحادي، فقانون مثل هذا يصعب على كل إمارة أن تضعه محلياً على حدة منفصلاً عن قانون اتحادي مرجعي يراعي مصالح الآثار واللقى الأثرية على المستويين المحلي والدولي، وحتى إن كانت بعض الإمارات المحلية قادرة على وضع ما يناسب خصوصيتها الأثرية، إلا أنه لابد من مرجعية اتحادية، يرجع إليها المحلي، كما أن السلطات الجمركية المحلية بحاجة إلى قانون موحد يفسر لها كيفية التعامل مع حالات تتعرض لها وتضعها في مواقف محرجة لغياب المرجعية القانونية حول نقل أو شحن الآثار والمواد الأثرية، سواء كانت عن طريق مؤسسات أو أفراد، والجمارك ليست مسؤولة عن غياب قانون التعامل مع الآثار، فالمسؤولية تقع على كاهل السلطة الاتحادية المعنية بالآثار، التي لاتزال تراجع في مسودة القانون منذ عام 2000! ولا اعرف أي مسودة قانون هذه تستدعي أكثر من 12 سنة لمراجعتها؟!

«قلب الشارقة» ينبض بالتراث، فعاليات تراثية في غاية الروعة، قدمها لنا «مهرجان أيام الشارقة التراثية»، شباب وشابات في أعمار الزهور، هذا بخلاف الشواب، أعادوا إحياء اللوحات والألعاب الشعبية والكثير الكثير من الأجواء التراثية الجميلة، ثم الاحتفاء بندوات تتعلق بالشأن التراثي وبموضوعات تاريخية قيمة، وبلوحات أخرى من التراث العالمي من ثقافات متعددة إلى حظوظ وافرة لإدراج المنطقة الوسطى بالشارقة و«صير بونعير» ضمن ستة مواقع مرشحة، قدمها المجلس الوطني للسياحة والآثار للتصنيف العالمي عبر «اليونسكو»، هذه «اليونسكو» التي تسألها دولة الإمارات، بمبادرة من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، منذ فترة بسيطة بتسجيل فنون «العيالة»، و«التغرودة» في القائمة الدولية للتراث الإنساني غير المادي، باعتبار أنها من الفنون المشتركة بين الإمارات وعُمان. وأخيراً، نترقب وبتفاؤل مهرجان «تراث الإمارات» يوم 18 أبريل الجاري في أم القيوين.

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر