5 دقائق

رؤية من نور

ميره القاسم

على ما يبدو أن مصيراً مظلماً ينتظر المتخلفين عن رؤى محمد بن راشد آل مكتوم المتعددة، خصوصاً رؤيته حول التعليم، فهو من أكثر المؤمنين بصدق أن لا مكان لدولتنا في العصر الحديث إلا من خلال تطوير مبتكر وذكي يتّحد فيه الإنسان والتنمية بجانب التطور التكنولوجي المحسوب، وهذا أهم ما في المعادلة.

فاعتماد نموذج تعليمي ذكي من قبل الدولة هو تماماً كمن يحجز الآن مقعداً له لإحدى رحلات الفضاء.. فكم يدهشني الأمر حينما أتابع هذا الرجل وهو يقود عجلة التنمية متجاوزاً بذلك العديد من الدول والكثير من أهل الفكر الإداري، فهو دائماً يسبق الكثيرين بخطوة.

إذاً أصبح التعليم ذكياً في الإمارات، ففي السنوات الأخيرة حدثت تطورات وتغييرات في الكم المعرفي وتنوعه، وبدأت المجتمعات المتقدمة في الاتجاه لبناء مجتمع معلوماتي متطور.

من هنا جاء إطلاق المبادرة كإحدى المبادرات المذهلة التي تستهدف تطوير التعليم وتحريره من الأطر التقليدية والصور النمطية المعقدة، وتحويله إلى مناهج إلكترونية تتيح للطلبة فرص تعليم مستمر وجماعي، تتسم بالمرونة وتعزز شراكة المدرسة بالمجتمع.

وحين نسمع من سموّه وننظر إلى كل ما حققه، خصوصاً في مجال البنية التحتية التعليمية، وغيرها، سنجد أننا أمام تاريخ جديد يُكتب الآن، مدركين أن الاستثمار في الإنسان ليس مجرد شعار بل هو إيمان حقيقي وغاية لمن يرغب في تطوير وطنه وذاته، نحن أمام رجل استثنائي له من الرؤى الحكيمة ما يكفي أن نعتمد عليها أزماناً طويلة.

فمحمد بن راشد الإنسان والأب، ذلك المؤمن بأن الإنجاز الحقيقي هو أن نستثمر في أطفالنا ليكونوا جاهزين لمجابهة كل جديد، ولا شيء غير التعليم قادراً على التنمية، وهو بذلك يحافظ على مكتسبات مجتمعه من ناحية، ويدفعه نحو الوجود في ظل عالم تُشكل فيه المعرفةُ الاقتصادَ الحقيقي للدول.

هذه المبادرة جاءت في وقت لم يتعدّ عدد الدول المستخدمة لهذا النموذج أصابع اليد الواحدة، لتكون دولة الإمارات في طليعة الدول العربية، وليس هذا المهم فحسب، وإنما لنصل إلى رؤية شاملة مدفوعين بإصرار وحب وإيمان لتطوير هذا الوطن.

**لن أنسى ما حييت ذلك المشهد البديع وأنت تصافح أبناءك الطلاب المصطفّين بيديك الاثنتين الكريمتين وكأنك تحلّق بجناحين من نور تغرس في يد كل منهم الطموح والحب، و المضي نحو مستقبل ذكي.

 

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر