أبواب

متحف للفن وأوبرا في دبي

علي العامري

لم يكن الإعلان عن مشروع ثقافي مزدوج في دبي مجرد خبر عادي، إذ تناقلته وسائل الصحافة والإعلام المحلية والعربية والعالمية، من وكالات أنباء وصحف ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية ومواقع إخبارية على الإنترنت. وعلاوة على كون الإعلان عن مشروع متحف للفن الحديث، ومشروع دار أوبرا في دبي، حدثاً عالمياً بامتياز، فإن كثيراً من وسائل الإعلام تناولت الخبر بوصفه إعلاناً عن تجاوز دبي تبعات الأزمة المالية العالمية، وأنها تنطلق مجدداً لتواصل سيرة الإنجازات الكبرى، خصوصاً أن مشروع دار الأوبرا أعلن عنه سابقاً، قبيل الأزمة العالمية التي اضطرت معها دول العالم إلى إعادة حساباتها.

وكانت دبي دخلت سجل الإنجازات العالمية بأكثر من حدث وإنجاز يحسب لها، من بينها برج خليفة، الأعلى في العالم، بوصفه تحفة معمارية في الهواء الطلق، وسط فضاء من الفنون، يتمثل في الأعمال الفنية التي تضمها منطقة البرج، ومن بينها أعمال لكبار النحاتين في العالم.

ويسجل لدبي أيضاً إنجاز كبير يتمثل في مهرجان التسوق، الذي أصبح علامة من علاماتها، بكل ما يحمل من مضامين ثقافية واقتصادية. كما أن مهرجان طيران الإمارات للآداب، ومهرجانات المسرح، ومعرض كتاب الطفل، ومعرض «آرت دبي»، ومهرجان السينما، إضافة الى المترو، تعتبر إنجازات كبيرة في كتاب دبي.

ويعد الإعلان عن مشروعي المتحف ودار الأوبرا شارة انطلاق جديدة في المبادرات الثقافية التي تتوازى مع المبادرات الاقتصادية والاجتماعية في دبي، بما يعزز الهوية الثقافية في الإمارات.

وتأتي أهمية إنشاء متحف للفن الحديث بعد النجاح الذي حققته دبي، على صعيد المعارض التشكيلية وقاعات العرض، إذ تنتشر في المدينة الكثير من الـ«غاليريهات» التي تنظم معارض للفن على مدار العام. كل ذلك بوجود «آرت دبي» السنوي، الذي يزداد نجاحاً عاماً بعد عام، ودخول دار كريستيز للمزادات على الأعمال الفنية سوق الفن في دبي، وكذلك دار بونهامز، إضافة إلى افتتاح فروع لصالات عرض عالمية، كل ذلك عزز صورة دبي في مجال الفن التشكيلي والاستثمار في الفنون.

وبالتالي، يأتي مشروع متحف الفن الحديث والمعاصر، إلى جانب الأوبرا، في بيئة ثقافية مهيأة لمشروعات حداثية، مع تعزيز التراث، لتتشكل جديلة الهوية من الأصالة والحداثة معاً، فإلى جانب دار الأوبرا تقوم بطولات ومهرجانات تراثية، ليبقى كتاب دبي مفتوحاً على الماضي والحاضر والمستقبل.

alialameri@gmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر