مزاح.. ورماح

«لا تحذروا الزغلول»

أحمد حسن الزعبي

تنوي مجموعة من الفتيات الكويتيات إطلاق حملة على الـ«فيس بوك» و«تويتر» تحمل اسم «احذروا السلّوم والزغلول»، في محاولة منهن لثني «المشيّشين والمشيّشات» عن تدخين هذين الصنفين من الشيشة بسبب رائحتهما الكريهة، وتشجيعهم على «تشييش» التفاحتين والفراولة والنعنع، وغيرها من النكهات الفوّاحة.

أكثر ما لفت انتباهي في الخبر أن صاحبات المبادرة لم يقمن بحملة لمنع الأرجيلة في المقاهي والأماكن العامة بسبب أضرارها الصحية، وإنما بسبب «رائحة السلوم والزغلول» الثقيلة، التي تعلق في الملابس، وتطغى على العطور العالمية، وثاني دهشتي «استخدامهن الـ«فيس بوك» للترويج لحملتهن الخاصة، ما يعني أن الـ«فيس بوك» الذي استخدمناه لنصرة القضايا العقائدية المهمة، مثل مناصرة الحجاب في فرنسا، وبناء المساجد في بريطانيا، واستخدمناه في القضايا السياسية الكبرى، مثل الثورات العربية وتغيير الأنظمة المتهالكة، أصبح «ملطشة» تماماً بعد أن صرنا نستعين به للإطاحة بـ«السلوم والزغلول»!

وبما أن الـ«فيس بوك» أصبح «ملطشة» عربية بامتياز، فإنني بصدد إطلاق حملة مناهضة لتلك الحملة بعنوان «لا تحذروا الزغلول»، وسأجند بعض الزملاء «الزغلوليين والسلوميين» من مقاهي الفيشاوي، والسلطانة، والحاج متولي، والحرافيش، والفاروقي، وغيرها، للدفاع المستميت عن هذين الصنفين، كما أنني على أتم الاستعداد للمشاركة في حلقة لـ«الاتجاه المعاكس» على قناة الجزيرة، أفنّد فيها ادعاءات خصمي في الحلقة، إذا ما تعرّض فيها لمسيرتي «معسل الزغلول والسلوم» الزاخرتين بالمخمخة وتعبئة الرأس، كما أنني سأحشد لمظاهرة «سلّومية» في أقرب ساحة عامة ونرفع «الباكيتات» الحمراء والزرقاء ولافتات الإشادة بهذين «المعسّلين»، مثل «من غيرك ما بندوخ.. سلوم حبيب النافوخ»، و«معك على طول.. يا مهنينا يا زغلول»، وكما أن هناك في سورية ما يسمى بشبّيحة النظام فإنني سأكون بمثابة «شبّيح» للسلوم، أقوم بعملية ترويع وتخريب مزاج «لجماعة التفاحتين» وأبث بعض المقاطع منها على الـ«يوتيوب».

أرجو ألا تفهموا من كلامي هذا أنني مغرم بالسلوم إلى هذه الدرجة، على الإطلاق، أنا مجرّد مواطن عربي مغموس بوجع السياسة و«قلبان المخ»، تائه بين اجتماع قمة ولقاء «غمّة»، أنا مجرد مواطن عربي مركون على رف التفاهمات الدبلوماسية، والصفقات السياسية، وبما أنني لا أستطيع أن أغير موقف «الرووس» أقوم بتغيير «رووس» السلوم فقط، علّي أنسى وجعي قليلاً!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر