5 دقائق

إلى رجال التعليم

د.عبدالله الكمالي

أول ما نزل من القرآن الكريم «اقرأ»، فهذه الأمة هي أمة العلم والمعرفة والثقافة والإبداع، وحضارة أية أمة من الأمم لابد أن تقوم على العلم، لذلك كانت هذه الكلمات إلى رجال التعليم الذين يقدمون كل ما يقدرون عليه لخدمة العلم والطلاب والطالبات في دولة الإمارات، فهؤلاء الصغار سيكبرون غداً، فهم شباب الوطن وعماد المستقبل بإذن الله، ولك أن تتخيل المستقبل بجيل مثقف واعٍ عنده أصالة الماضي وآلية التعامل مع المستقبل.

إن المعلم المبدع الناجح هو الذي يطبع في ذهن طلابه حب العلم والتعلم والمدرسة، ولو لم تتوافر لديه الإمكانات المادية بشكل جيد، فلقلوب الصغار مفاتيح لا يعرفها إلا أهل الإبداع والإنتاج والعطاء.

إنك أخي المعلم الكريم تغرس في هذه النفوس البريئة القيم والمبادئ والأخلاق الحسنة والولاء للوطن، فكن خير من يؤدي هذه الرسالة العظيمة، فهؤلاء الصغار لو وجدوا منك التعامل الطيب والكلام الحسن فستبقى هذه الذكريات مطبوعة في قلوبهم ونفوسهم، وكم أتذكر بعض المعلمين وكلماتهم، ولا أدري هل هم أحياء أم أموات، لكنها الذكرى الجميلة الطيبة باقية في القلوب، فأدعو الله لهم، وأحياناً تبقى بعض الذكريات يشوبها شيء من الألم تجاه بعضهم.

إن هؤلاء الطلاب قد جاؤوا من بيئات مختلفة وظروف اجتماعية متنوعة، فأنت الأب والأخ الكبير لهم، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، هكذا قال نبينا عليه أتم الصلاة والتسليم.

خاطب، رعاك الله، مشاعر وعقول هؤلاء الطلاب، فبالتفاعل مع الكلمة، وحسن انتقاء الكلام، ومخاطبة الفكر والعقل، ستحبب الطالب في المدرسة جداً، ولو لم تجد التقدير الكافي في نظرك، فما عند الله خير وأبقى، ولا تظن أبداً أن هذا التعب سيذهب هباءً منثوراً.

أيتها المعلمة الكريمة، أعلم مدى التعب الذي تجدينه أثناء القيام بهذه الوظيفة، لكن تذكري أن نساء النبي، صلى الله عليه وسلم، قد حفظن لنا جانباً كبيراً من السنة والدين، فقد كن معلمات للأجيال وللأمة بأكملها.

إن الإدارة الناجحة في كل مدرسة هي التي تستطيع الموازنة بين الإشراف على المعلمين والطلاب وإشراك الأسرة في العملية التعليمية، وكم من مدير ملك قلوب المدرسين والطلاب والأسر بتعامله الحكيم وإحسانه إدارة الأمور.

وقبل أن أضع القلم لابد أن أذكر من بنى لبنة التعليم الحديث في دولة الإمارات، إنه زايد بن سلطان آل نهيان، قدس الله روحه، فمع صعوبة تلك الفترة أدرك، رحمه الله، أن بقاء الأمم بالعلم، فما ترك منطقة إلا وفيها مدرسة تعلّم الأجيال، فلله درك يا زايد كم بنيت وكم أسست وكم عملت، فلا يسعني إلا أن أقول: اللهم ارفع درجته في المهديين، واجزه عنا خير الجزاء.. اللهم آمين.

 

مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي

Twitter:@alkamali11

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر