أبواب

نحن أيضاً مسلمون

سالم حميد

كثرت الافتراءات على دولتنا في الآونة الأخيرة، على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكثرت المهاترات والمزايدات من البعض، لدرجة أن والدي البسيط الذي لا يقرأ ولا يكتب سألني منذ أيام: «شو سالفة هؤلاء الناس؟»، فأجبته: «إنهم يقولون عن أنفسهم إنهم مسلمون»، فقال: «ليش إن شاء الله؟ وشو إحنا كفار مب مسلمين؟!».

إن المجتمع الإماراتي مجتمع مسلم، فجميعه بلا استثناء قائم على ديانة الإسلام، وفهم معتدل للإسلام مع تطبيق عملي للمذاهب الفقهية، من دون تعصب يذكر، فأكثر مجتمعنا مالكية وحنابلة وفيهم شافعية، كل ذلك بنظرة وسطية معتدلة، جعل المجتمع الإماراتي مجتمعاً مترابطاً على دين واحد، وقبل أن تعرف الدولة التعليم النظامي كان التعليم الديني موجوداً على يد «المطاوعة»، أي الكتاتيب، يحفّظون أجدادنا القرآن، وبعض ما تيسر من الفقه، وبعض المسائل الدنيوية، ومجتمعنا لا يعرف التيارات والتنظيمات والتكتلات الحزبية منذ نشأته، إلا إذا كان هؤلاء يرون أنفسهم أنهم المسلمون الحقيقيون، أما بقية أفراد مجتمعنا فعلى إسلام مزيف! أو أنهم في كفة، وبقية المواطنين في كفة أخرى!

هؤلاء يرمون إلى أمور أخرى، ومقاصد سلبية، ولهذا ظهر في مجهودهم وأعمالهم تكتيل الناس على نهج خطير مستورد له أجندته وأسسه المخالفة لهوية المجتمع الإماراتي، ويؤدي إلى فتح باب الطائفية والفوضى السياسية، والرغبة في تحقيق مآربهم بصبغة إسلامية لكسب تعاطف العموم، أي استغلال الدين وجعله وسيلة، مع تربية الشباب على المنازعة منذ عقود خلت، ومازالوا مستمرين في التحريض على الدولة في مواقع الإنترنت وبعض القنوات الفضائية المأجورة، والتشغيب بتغريد الافتراءات على صفحات «تويتر»، ولم أخطئ عندما وصفت «تويتر» بالفضيحة في أحد المقالات السابقة، إذ تم استغلاله من قبل هؤلاء البعض لتغريد الكذب والتلفيق والافتراء، ولكن شبابنا الواعي كانوا لهم بالمرصاد، وكذبوهم بالدليل والبرهان، وهذا دليل على عدم تقبل مجتمعنا لأي تطاول يمس دولتنا. أما من ينعق لدينا بالنشاط الحقوقي، فلا أعلم من أين خرجوا علينا الآن في فترة عصيبة تمر على الوطن العربي، وهؤلاء أيضاً لم يسمع بأسمائهم أحد من قبل، ولا يوجد لهم في سجلاتهم أي إنجازات ملموسة، لكنها عقدة التأجيج هي التي جعلتهم يختلقون الأكاذيب في حق وطننا الغالي! وهؤلاء يجهلون الآلية الصحيحة للنشاط الحقوقي، وأنصحهم بتثقيف أنفسهم أولاً في هذا المجال، وكذلك دراسة المجتمع الإماراتي عن كثب، لمعرفة ما يناسبه وما لا يناسبه. أما الإعلام المأجور المزايد والمفتري، فينقصه الكثير من المهنية الإعلامية، فالأفكار الواردة في تقاريرهم غير منظمة ومبعثرة، ما يدل على اضطراب المتكلم، أو عدم إتقان الإعلامي للمهنة، ولكن هؤلاء البعض على الرغم من سقوطهم وسقوط الأقنعة التي كانوا يلبسونها، فظهر مدى قبح وجوههم للجميع، وانكشفت حقيقتهم أمام المجتمع، لكنهم لايزالون مستمرين في التحريض، وعقد اللقاءات الصحافية والتلفزيونية، أما «تويتر» فحدث ولا حرج! لماذا ترفضون مبدأ العقل والحكمة والنصيحة المنضبطة من خلال تقديم الدراسات والمقترحات للجهة التي ترون أنها تحتاج إلى إصلاح، بحسب وجهة نظركم؟ وهل البطولة تكون بالفوضى والتشويش والحملات الإعلامية والتواصل مع المنظمات الحقوقية لرفع السقف الإعلامي على الدولة ومؤسساتها؟

حفظ الله دولتنا وقيادتنا الرشيدة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر