5 دقائق

أزمة (مالهاش) لازمة

ميره القاسم

يتطوع البعض منا لاختلاق أزمة من دون داعٍ، وعندما تواجهه يرد عليك وبراءة الأطفال في عينيه.. لم أكن أقصد.. حقيقة أُكِن لك كل حب وتقدير واحترام!

البداية كانت مع تصريح لواحد من علماء الدين يتحدث فيه عن إجراء اتبعته دولة الإمارات ضد مجموعة من أبناء بلد عربي شقيق تعيش على أراضيها، وخالفت اللوائح والقوانين المعمول بها في الدولة. قد يكون له الحق في إبداء رأيه، لكنه ابتعد تماماً عن القضية، وتحول إلى الهجوم وإنكار الجميل وطمس ومحو كل المواقف الإنسانية والإسلامية والعربية التي وقفتها دولة الإمارات من دون من، وإيماناً منها بدورها وواجبها تجاه أشقائها والغير. وحقيقة لم يكن يتوقع أحد أن يخرج مثل هذا الكلام من عالم في قامته! فمن الأولى وهو العالم الكبير ألاّ يبتعد عن الحق.

يشهد الله أننا لم نكن يوماً دعاة خلاف أو مثيري نعرات أو أحقاد، بل دعاة تصفية النفوس والتعاون والتسامح والرخاء، وهو موقف ثابت وراسخ يشهد به الجميع.

ولأن الحق أحق أن يتبع، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، فقد كان من الواجب على العالم الجليل أن يندد بما حدث لمجموعة من مشجعي كرة القدم الذين تم ترحيلهم من البلد الشقيق الذي يحمل جنسيته، لمجرد رفعهم لافتات أثناء المباراة أُعْتبرت مسيئة، مع أنهم فقط طالبوا فيها بحق شهداء وطنهم، ولم يقوموا بعمل تظاهرات تخل بالأمن العام! كان يجب على العالم الجليل أن ينتقد ذلك من قبل ولا تأخذه في الحق لومة لائم، فالمواقف لا تتجزأ!

من حق الإمارات أن ترد على مَن يتطاول عليها ويحاول قلب الأحداث، لكن ليس من حق أطراف أخرى أن تزيد النار اشتعالاً بتصريحات غير مسؤولة تُفرق ولا تجمع، وهي تصريحات إن دلت فإنما تدل على أن تلك الجماعة، أو هذا التيار، مازالت في مرحلة المراهقة السياسية ولم تنضج بعد، فإذا كانت تعتقد أن الدنيا دانت لهذا الفصيل أو ذاك؛ فليتذكروا أنهم قفزوا إلى صدارة المشهد السياسي بفضل تضحيات شباب طاهر لم ينشغل عن قضيته الأساسية ولا عن وطنه، وضحى بحياته من دون مقابل.

وإذا بالقضية المتعلقة بمجموعة من الأشقاء السوريين، لم تحترم قوانين دولتنا، وبتصريحات خرجت علينا من قناة خليجية وعالم دين يحمل جنسية بلد خليجي شقيق، تتحول إلى أزمة من دون داعٍ ما بين الإمارات ومصر، رغم ما يربطهما من تعاون وتآخٍ ومصير مشترك!

التصريحات غير المسؤولة التي صدرت عن المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين لا تعبر عن الشعب المصري وما يكنه من حب كبير للإمارات حكومة وشعباً. وألمس ذلك الحب في كل زيارة لي لـ«المحروسة»، فالإمارات بالنسبة لهم بلد زايد الخير، فحب المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه» محفور في القلب وشوارع وبيوت ومدن مصر.

قديماً قالوا (لسانك حصانك) وأيضاً (من كان بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة) و(فلتقل خيراً أو لتصمت، والسكوت من ذهب).. فيا ليتهم يعلمون أن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور؛ فليصمتوا ويركزوا جهودهم على إصلاح حال بلادهم والدفاع عن حقوق شعوبهم.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر