أبواب

المهرجان الرابع للآداب

سالم حميد

انتهت أخيراً احتفالية الكلمة في دورتها الرابعة لمهرجان «طيران الإمارات للآداب»، التي استمرت خمسة أيام، بصحبة أكثر من 100 كاتب وأديب ومفكر من الشرق والغرب، العديد منهم معروف على مستوى العالم، وبرنامج ثري اشتمل على نحو 150 فعالية ثقافية، منها الجلسات الحوارية التفاعلية والمحاضرات القيّمة والأمسيات الشعرية والرقصات الشعبية من ثقافات مختلفة، وكذلك ورشات العمل الفنية في فن الخط، وأخرى في القراءة والكتابة، بالإضافة إلى فعاليات متعددة للصغار.

المؤسف في المهرجان أنه لم يُعط حقه من التغطية الإعلامية المحلية، والعديد من المحاضرات القيمة لم يأت لها أي ذكر في صحفنا المحلية، وكذلك بقية وسائل الإعلام، كما كان عدد الصحافيين العاملين في صحفنا المحلية قليلاً، مقارنة بحجم الحدث، فالحدث احتوى على عشرات الجلسات والحوارات في اليوم الواحد، وبعضها أقيم في التوقيت نفسه في قاعات مختلفة، والصحافي الواحد ليس «سوبرمان» ليغطي جميع الجلسات في آن واحد.

وتمت مناقشة هذه المشكلة في إحدى الجلسات الحوارية، التي كانت بعنوان «صحافة التحقيقات»، وقدمها الصديق الإعلامي ضرار بالهول، فأجاب أحد الصحافيين في تلك الجلسة بأن دولة الإمارات عموماً تتميز بكثرة الفعاليات، خصوصاً في فصل الشتاء، وهناك العديد من الأماكن التي ينبغي للصحافي زيارتها لتغطيتها، كما أن جريدته خصصت ثلاثة صحافيين من أجل تغطية فعاليات مهرجان الآداب، بينما صحف أخرى اكتفت بصحافي واحد فقط، وربما صحف أخرى لم ترسل أحداً.

إذاً ما الحل لتغطية حدث يحتوي على فعاليات متعددة؟ أعتقد أن الحل في الاستعانة بطلبة الصحافة الجامعيين، ومنحهم الفرصة الحقيقية ممارسة العمل الصحافي، وقد لا يقدمون عملاً احترافياً في تقاريرهم الإخبارية، لكن زملاءهم الصحافيين من أصحاب الخبرات، بالتأكيد، سيغطون هذا النقص المهني.

أحد الأخطاء الصحافية التي وقع فيها بعض الصحافيين، عدم الاطلاع على آخر التحديثات في برامج المهرجان عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمهرجان، واكتفوا بالبرنامج المكتوب في كتيب المهرجان، رغم أن إدارة المهرجان ذكّرت في صفحات جداول الأحداث، بضرورة الاطلاع على آخر المستجدات في الموقع الإلكتروني، تحسباً لحدوث أي تغيير. لكن بعض الصحافيين لم يكلف نفسه الاطلاع بضع دقائق، رغم أن غرفة الصحافيين كانت مزودة بالخدمات كافة، ونشر بعض الأخطاء، وأبرز تلك الأخطاء أسماء بعض المحاضرين، فقد شهد المهرجان اعتذارات عدة من بعض المثقفين، الإماراتيين في أغلبهم بكل أسف، وبعضهم اعتذر عن عدم تقديم محاضرته في يوم المحاضرة نفسه، فكنا وزملائي في المهرجان في حالة استنفار لإيجاد البدائل الطارئة. وشخصياً كنتُ بديلاً عن أحد المتحدثين في محاضرة تحت عنوان «تاريخ بلادنا الذي لم يُسرد أو يُكتب»، قدمتها بالشراكة مع الصديق الأستاذ عبدالعزيز المسلم، لكن إحدى الصحف المحلية نشرت خبراً عن تلك المحاضرة، كأن الصحافي قد حضرها! ما كتبه كان مجرد اجتهاد منه، معتمداً على كتيب المهرجان، وذكر اسم المحاضر غير صحيح! تمنيت حضوراً أكبر للمثقفين الإماراتيين لتمثيل بلادهم أمام مختلف المثقفين من مختلف دول العالم، والتعرف إليهم عن قرب، لنقول لهم إن الإمارات ليست مجرد بترول ومال وناطحات سحاب، بل ثقافة أيضاً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر