5 دقائق

رسالة من قارئ!

ميره القاسم

على ما يبدو أن الإعلاميين الإماراتيين أذكى بكثير على عكس ما يسوّق له معظم «التنميطيين»، أي الذين يروّجون لفكرة أن المواطن الإماراتي لا يرغب إلا في أن يتقلد منصب المدير أو المسؤول الأول في العمل.

وعلى الرغم من ذلك لم يتقلد أحد إعلاميينا الشغوفين المبدعين، وهم كثر، مدفعين بمسؤوليتهم الاجتماعية أو المهنية، وأياً كانت الأسباب، منصباً يقدم من خلاله تجربة إعلامية مرئية إماراتية عربية، ترى ما الأسباب؟! ولنا في «سما دبي» أسوة حسنة، باعتبارها تخاطب فقط المشاهد المحلي في الأساس. ومع ذلك أسهمت في نشر الكلمة والصورة الإماراتيتين، من خلال الشعر والأدب والدراما إلى شتى الدول العربية بلسان وصور مواطنينا.

فهل أسهم أصحاب حزب نظرية التنميط من غير الإماراتيين في تعطيل المواهب الإماراتية الإعلامية الشابة داخل مؤسساتنا الإعلامية الأخرى؟!

فخلال سنوات كثيرة حاول أصحاب حزب نظرية التنميط نشر هذه الثقافة بطرق عدة، فللأسف كرسوا الكوادر الإماراتية الإعلامية بتلك الصورة النمطية، كي لا يروا في أنفسهم سوى أنهم مديرون فقط، أو هذا كل ما يرونه في أنفسهم، ولا ننكر أن فينا قلة في ذلك تعتقد، كما أسهم أفراد من غير الإماراتيين وأصحاب النظرية في تكريس هذا المشهد، الذي يحمل فيه أحد المواطنين الإعلاميين «بشته» ورأسه «ممسوح»!

ناسياً أن تلك المهام والمسؤوليات الجمة، التي تقع على كاهله من دون امتلاك القدرة والكفاءة والأداء الوظيفي، ويا سلام لو كان يمتلك طريقة إبداعية في التفكير! وإنما لم يكن كل ذلك متوافراً فيه، فأسهم هو الآخر في تعزيز الصورة نفسها.

والبعض من الخبراء الأعزاء المنتمين إلى الحزب قادوا صراعات من أجل تمكين صاحب هذه الصورة من كرسي المسؤولية، وبذل الكثير من الجهد بالدفع بأنصاف المواهب، وغير القادرين على الشعور بالأمان الوظيفي، إلاّ من خلال إقامة أسوار حزبية مانعة بذلك أصحاب الموهبة والفكر والنور.

فضلاً عن أن هناك من يقدم الاستشارات الإعلامية والدعم لهذا المواطن الإعلامي «الكلام لك يا خبير»، وجميع أنواع خدمات التفصيل.. عزيزي الخبير لا تقلق فالمواطن الإعلامي النمطي بحاجة إليك كي يستشيرك ويستشيرك ويستشيرك، ولا أعلم حتى متى ستظل مستشاراً؟ ألا تؤمن أنه سيأتي أحد أبنائنا يوماً متسلحاً بالدراسة والوعي والتراكم المعرفي والخبرة، وهم متوفرون هنا وبكثرة.

أيها المواطن الإعلامي متى ستكون قادراً على القفز واختراق تلك الأسوار إياها؟ فنحن بحاجة إلى محتوى إماراتي عربي يشبهنا ويشبه التقدم الحقيقي التي وصلت إليه دولتنا.

نحن بحاجة إلى أبناء متسلحين بعلم المدرسة الشعبية التي أسسها خالد الذكر «أبونا العود»، طيب الله ثراه، وقيم ربانا عليها نحن وحكامنا الكبار، ولا مانع إن كان أبناؤنا من خريجي المدارس الخاصة والكليات العالمية، التي توافرت لنا بفضل رؤية حكامنا الكرام، يأتون محبين لمجتمعهم، ولعملهم، خادمين لوطنهم، يسهمون وزملاؤهم في تغيير تلك الصورة وتكسير البرواز.

هذا المقال هو رسالة من شاهد عيان وأحد ضحايا نظرية حزب «التنميط» ويعمل مدير المحتوى في إحدى قنواتنا الإعلامية.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر