أبواب

بدايات الأدب المحلي

سالم حميد

بمناسبة انطلاق مهرجان طيران الإمارات للآداب ،2012 يسرني إعطاء هذه النبذة عن بدايات الحركة الأدبية في الإمارات، وسأستثني الشعر، لأنه بحر عميق لا يستوعبه مقال واحد، نطلق نحن أهل الإمارات لقب «خروفة» على الحكاية الشعبية، وهي التي ترويها الجدات والأمهات للأطفال قبل النوم، وكذلك تُروى في أحيان أخرى بالمجالس الرجالية، والـ«خروفة» في الإمارات لها أنواع عدة، فمنها خراريف الجن والعفاريت، وخراريف البطولات والشجاعة والمغامرات وغيرها، وقد يكون بعضها أحداثاً تاريخية، لكنها ممزوجة بالأساطير، وقد أبدعت المرأة خصوصاً في تصوير الخرافة، وجعلتها تبدو كأنها واقعية. وكانت «الخراريف» منتشرة في الماضي، وذلك لعدم وجود وسائل الترفيه الحديثه، أو سائل الإعلام المتعددة. ومن جماليات الـ«خروفة» أنها تبدأ بمدخل فيه إنشاد جميل يحمس الأطفال للإصغاء جيداً، ومنها على سبيل المثال:

خريريفة مجيريفة      سبع قطيوات

معلقات في التنور        والحطب في السمرة

والسمرة تبغي جدوم     والجدوم عند الحداد

والحداد يبغي افلوس     والفلوس عند العروس

والعروس يابت ولد      والولد سموه سند

وعلى العموم، فتراث الإمارات الشفاهي مملوء بالحكايات الشعبية، التي تجمع بين بيئاتها الثلاث الصحراوية والساحلية والريفية. أما عن الكتابة القصصية القصيرة المكتوبة، فظهرت في أواخر الستينات من القرن الماضي، ونشأتها الأولى كانت بين أعوام 1969 و،1974 وقد أسهمت الصحافة المحلية في تقديمها، كما أسهمت الأندية الرياضية، عبر أقسامها الثقافية، في احتضان جيل شاب معظمهم في المراحل الثانوية، يكتبون بعض الكتابات الإنشائية، تم نشرها في مجلات الأندية الرياضية، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر، أندية النصر والأهلي والوصل والشباب، ومن أشهر الكتابات القصصية في تلك الفترة، قصة «قلوب لا ترحم»، المنشورة عام ،1969 لعبدالله صقر أحمد، وقصة «الرحيل»، المنشورة عام ،1970 لشيخة مبارك الناخي، وغيرهما من القصص.

أما أدب الرواية في الإمارات، فقد بدأ متأخراً من الناحية التاريخية، لكن الواقع الاجتماعي والمتغيرات الحديثة في المجتمع والتواصل الخارجي لعبت دوراً في تفعيل أدب الرواية محلياً، إذ ساعد الانفتاح على العالم العربي والغربي الكاتب الإماراتي على بناء فكره ووعيه، نقل عبرهما أفكاراً جديدة في مجتمعه الأم، وليس بالضرورة فقط في روايته، بل في مختلف الكتابات، كتلك التي في الجرائد والمجلات، ومن أقدم الروايات المحلية، رواية «دائماً يحدث في الليل» عام 1979 للكاتب محمد عبيد غباش، ورواية «السيف والزهرة» عام 1984 للكاتب علي أبوالريش، وغيرهما من الروايات.

وأخيراً، أدب الطفل، وللأسف كانت بدايته متعثرة، فقد صدرت أول مجلة أطفال في الإمارات تحت عنوان «الزهور»، وذلك عام 1977 بمبادرة من الأديبة شيخة مبارك الناخي، لكنها توقفت عن الصدور عام ،1978 ولا تُعرف الأسباب، لكن في العام التالي، أي 1979 ظهرت وبقوة مجلة «ماجد»، وتمت طباعة 5000 نسخة في عددها الأول، وهذا الرقم كبير نسبياً في تلك الفترة، لكنه نفد من الأسواق خلال أيام، ما دفع المجلة إلى زيادة أعدادها لاحقاً، وتحقيق النجاح تلو النجاح، أما عن أول مجموعة قصصية محلية للأطفال، فقد كانت تحت عنوان «جزيرة الكنز»، لمؤلفها إبراهيم الصباغ، وصدرت عام .1981

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر