من المجالس

هل يكفي التحذير؟

عادل محمد الراشد

عندما كنا طلاب مدارس كنا نصارع النعاس مع دخول الظلام لنتناول عشاءنا وبعدها «وينك يالفراش»، والآن نصارع العيال لإقناعهم بالذهاب إلى مخادعهم ويردّون «ما فينا رقاد». من أين أتت كل هذه الطاقة غير الخلاقة التي تناصب الفطرة العداء وتنتهي عند الصباح بثقل وكسل يكاد يجمد الرؤوس ويحبط الهمم؟

كل شيء من الغذاء والشراب يحيط بالأولاد والبنات اليوم محل شك، ولا نريد أن نستسلم لهذه الشكوك ونعزل صغارنا عن الحياة ونضعهم وإيّانا رهناً للوسواس، لكن هل ما يقوله العلماء والمتخصصون بخصوص مشروبات الطاقة، على وجه الخصوص، هو ضرب من وساوس النفس؟ قيل الكثير حول أخطار مشروبات الطاقة على صحة الإنسان، خصوصاً اليافعين منهم، ولاتزال تتوالى التقارير عن الدراسات والبحوث التي تجريها المراكز المتخصصة في الدول المتقدمة، وآخرها كلية الطب بجامعة سيدني الأسترالية، التي طالبت بوضع عبارات تحذير على عبوات مشروبات الطاقة تشير، كما يحدث مع علب الدخان، إلى خطر هذه المشروبات على الصحة العامة.

وبعد النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، وغيرها من الدراسات والبحوث التي تصدر من الدول الصناعية ذاتها، يتبين بوضوح مدى الأخطار التي تسببها هذه المشروبات الخطرة على صحة الشباب، وربما يزداد الخطر ضراوة عندنا بحكم غياب الوعي الاستهلاكي، وضعف الثقافة الصحية التي تنتهي إلى اللامبالاة، بل السخرية من أي تحذير. لذلك فإن اعتبار مشروبات الطاقة مثل أي مشروبات وفتح الأبواب والثلاجات في المحال أمامها من دون تحفّظ أو احتراز يجعلان كل الأخطار الصحية المذكورة في الدراسة الأسترالية، من ارتفاع ضغط الدم وتسارع دقات القلب ومشكلات الهضم والهيجان غير الطبيعي، إضافة إلى الهذيان والهلوسة؛ واردة.

الموضوع عندنا بحاجة إلى تدخّل من نوع آخر يتجاوز حدود إدارة حماية المستهلك ليسجل سبقاً للدولة في تقديم حماية صحة الأبدان على صحة أرصدة الوكلاء التجاريين.

adel.m.alrashed@gmail.com 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر