5 دقائق

الأم.. عند محمد بن راشد

ميره القاسم

لأمهاتنا اللواتي رسمن حضور الزمن بتحولاته إلى منظومة أخرى ، بدءا من طفولتهن الحرة وانتهاء بالأمومة .. كأنكن تنسجن أمومة الشعر في مخيلاتنا والتفاصيل .. في كل شيء ينبض ..ابتهاجا بقدر أجمل .. بروح أمومة تغزل عنايتها بكل شيء.. تفيض الحكايا منكن أزمنة وأمكنة ، تنشطر التفاصيل وتتشظى لتكوين عالم من حب وحضور من "جنة"..

الأم.. الفيض الإلهي الذي يسافر نحو القلب على جناح الشفافية.. النهار الذي يوعز إلى الظل بأن يكون صدفة تختزن مساحة البوح والهمس .. هي ربيع القلب الذي يلغي بقية فصول الحياة .. لتبقى بمطلق لغات العالم .. وأجمل قواميسها وأصدقها .. " ريحة الجنة" .. وحكاية الطهر.. وعلى الرغم من كل هذا .. فالأم لكونها بهذا المنطلق الفطري .. أي ذات سلطة روحية في علاقتها بأبنائها .. بوجودها  يهل الظل والدفء وأشكال التماهي الإنسانية الأخرى .. تبقى النغم الوحيد الذي لا يمّل  الإنسان من أن يصل به إليه .. فإن أشكال التعبير تصب خيارات الاختلاف في كل شيء متصل به عن كم هي غالية وكم هي عالية..

هكذا ترجم محمد بن راشد آل مكتوم تلك المعاني بأحاسيسه المرهفة ورؤيته المذهلة التي تعودناها منه دائما ، وذلك حينما اختار أن تكون " الأم " محور اهتمام واحتفال ، وكان أكثر محبة عندما منح "وشاحه" لأمنا أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ..

وفي الواقع هو تكريم لجميع الأمهات هنا متمثلا في سموّها ، هي التي أكسبت المرأة ، الأم ، الأخت ، الإبنة ، عندما وقفت إلى جانبها لترتقي وتتجاوز محيطها الضيّق .. لتحلق عاليا متوشحة بثقة وقوة لا يستهان بهما ، ليس في سوق العمل وحده بل في جميع مجالات الحياة..

ما أسعد أمهاتنا بهذا التكريم ..وما أسعدنا بما لمسناه من سموّه  من حفاوة جسدت جوهر علاقته بكيان الأمومة وما تتميز به المرأة كونها أم.

لقد ترجم محمد بن راشد بهذا التكريم فكرة توصيل كيف يمكن للفعل أن يكون سماء أو غيمة .. تهطل مطرا وحبا ..أو صورة نعلقها على جدار القلب..

الأم مانحة الشعر .. روح نغزل لأجلها الكثير من الحروف.. وينتهي .. ولا ينتهي كل ما هو جميل في حقها..
 
** ايدينج حلم .. وأنا لج عذوق الروح..الين أكبر معك/بك..

واعبد احلامج..واسافر بج غلا لاقصى حدود النور ..

وبَعْبر بِجْ كل دهاليز الفخر ..

واغزل سهر صَبْرِج نياشين وقلايد..

من مَفْرقِجْ لين القِدَم ..

يا امّايَه ..قولي كل خَراريفِج..

اغسلي قلبي بمواويلج ..

طهّري روحي بْغَلاج ..

دثّري ليلي بْكفّج الحاني ..

بنتج أنا ظل وْوتَد .. هزّي عِذج عمري ..

تلاقيني رِطَبْ. 

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر