من المجالس
استطاع شاب سعودي أن يخترق شبكات إلكترونية لمصارف إسرائيلية ويستولي على بيانات الآلاف من بطاقات الائتمان المستخدمة هناك، بلغ الأمر عند الإسرائيليين مستوى إعلان الحرب والتهديد بالرد على هذا الهجوم الإلكتروني بالصواريخ العابرة، لأنه يعني عندهم بداية لحرب إلكترونية قد تهدد منظومة العدوان في جيشهم الذي يعمل بكل طاقته ليكون وسيلة الردع الأقوى في وجه الأعداء من العرب والمسلمين. لكن الرد الإسرائيلي لم يتأخر كثيراً، حسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية، عندما بدأت مجموعة من «الهاكرز» الإسرائيليين اختراق مواقع إلكترونية سعودية وعربية، والاستيلاء على بيانات الآلاف من حاملي بطاقات الائتمان لأشخاص سعوديين وعرب آخرين.
إذن، هي حرب إلكترونية من نوع آخر هذه المرة، لا تخص منظومات تكنولوجيا الصناعات العسكرية، والتي أراحت الدول العربية نفسها منها منذ زمن حفاظاً على ضمان استمرار تشغيل الأصدقاء والحلفاء مصانعهم، والمساهمة في حل مشكلات البطالة لديهم، بل هي حرب الأرقام والأرصدة وتفاصيل بيانات الأشخاص، هي باختصار حرب معلوماتية تطال الأفراد وأمنهم الخاص ومصالحهم الخاصة، والاقتصاد وأسرار مؤسساته، وتهدف إلى خلط كل شيء مع كل شيء، واستباحة كل شيء من بين يدي القانون لا من وراء ظهره.
هذه الهجمات التي أصبح العالم كله ساحة مفتوحة لكل احتمالاتها تجعلنا نتحسس ثيابنا ونسأل عن أحوالنا، ونتساءل عن مستوى استعدادنا لمثل هذا النوع من الاختراقات المحتملة، لا سمح الله، لمواقع البيانات الإلكترونية لمؤسساتنا المالية والمصرفية. نحن نعلم أن قطاعنا المالي والمصرفي يعتمد معايير سلامة وأمن صارمة ومتقدمة، لكن على رأي خبراء الأمن، فإن الجريمة سباقة في تطوير أدواتها، والهجوم الإلكتروني والهجوم المضاد بين «الهاكرز» في السعودية والكيان الإسرائيلي جعل الباب مفتوحاً لكل الاحتمالات.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .