يوميات

للنساء فقط

محمد حسن أحمد

في كل سنة، منذ ثماني سنوات، حين يصل من باريس إلى دبي للتحضير للمهرجان، يتصل ليقول «كيفك محمد، مبسوط؟»، اسمه أنطوان خليفة، ويحب كل شيء في الإمارات.

تناولنا وجبة الغداء معه في ميناء السلام بضيافة ناشرين وموزعين وسينمائيين إماراتيين، قبل أن يبدأ جدول مشاهدة الأفلام في «مول الإمارات». بدأنا المشوار من القصر بالحافلة لنصل إلى الـ«مول»، في الطريق امرأة تتحدث مع طفلتها الجالسة في الكرسي الخلفي، لم أكن أسمع الحوار، لكنه كان في غاية اللطف والحنان، من خلال النظرات والفرح، بينما امرأة أخرى في صمت شديد تتصل ولا أحد يجيب، وبالتأكيد لم تكن كل السيارات حولنا مملوءة بالنساء كما كانت اختياراتي لأفلام اليوم، التي تتحدث عن ومن بطولة وإخراج نساء، لا أعرف لماذا هذا اليوم خالٍ من الخشونة المعتادة حولي، في «مول الإمارات» طوابير تصطف لشراء ودخول الأفلام، مجموعة أولاد في سن المراهقة وقفوا يسألونني عن كيفية دخول الأفلام، في السادسة مساءً كنّا على موعد مع الفيلم الأردني «فرق سبع ساعات»، الذي جاء ليقول شيئاً جميلاً، لكنه بلا روح، عبر العاطفة، حول علاقة فتاة مسلمة مع شاب مسيحي، وحب يتوقف عبر المشاهد، والأجمل هو الإنتاج المتواصل للهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي تقدم للمهرجانات العربية سنوياً أعمالها، وفي فترة الاستراحة بقينا في ثرثرة مستمرة مع الأصدقاء، لنكون بعد نصف ساعة مع الفيلم الإيراني «الصفارة الجميلة» للمخرجة نيكي كريمي، وهي ممثلة لها أكثر من20 فيلماً، وفي قصة حساسة جداً حول دفع مال الدم (الديّة)، واقترب الفيلم للحكاية، لكنه بقي بعيداً دون أن يراهن على شيء، ليتركه عبر واقع الفيلم الذي لم يختلف عن الحقيقة.

بعد الفيلم كان الجمهور في نقاش مع المخرجة والممثلة داخل قاعة السينما، كعادة المهرجان مع كل فيلم، مع الاستمتاع بالفيلم يمكنك أن تتحاور مع صانع الفيلم والنجوم،فترة العشاء كانت في ركن المطاعم الذي يضج بالجوع، وصوت الأطفال، وتعدد المطاعم، وللنساء الحضور الأكبر، فهي هنا تأكل وتفكر في وزنها في الوقت نفسه، وتعتني بطفلها، وأيضاً تدفع، وأظن أن بداخلي أفكاراً، كما أكثر أفلامي، حول المرأة ككيان، قبل أن تكون منطقة تصوير فقط، وكل فكرة هي أنثى، ومن هنا تبدأ جميع الحكايات التي تتحول إلى صورة، ولأننا عبر الصورة، فأنا أجد نفسي وعبر صفحتي في «تويتر»، إذ أنقل كل اللحظات بالصورة والكلمة لكل من يتبعني، وأعتقد أننا أمام عصر ذهبي للتواصل عبر الزمن والجغرافيا، ومن هنا نصل عبر خريطة الأفلام إلى تركيا، وسبعة أفلام قصيرة تم تقديمها في فيلم واحد طويل، بعنوان «لا تنسيني يا إسطنبول»، في كل فيلم تلك العلاقة التي تعزلك كذات وتبقيك عبر المكان الذي اختاره الفيلم في بعض الوقت كشكل، لكنه تجاوز في بعض القصص بفتنة الصورة والأسلوب، وبعدها لم يبق لي من المشاهدات سوى الذهاب إلى ليل دبي الذي يفيض بسحر المكان.

لقطة:

الليلة موعدكم مع فيلمي القصير «آخر ديسمبر»، الساعة التاسعة في «مول الإمارات»، مع مجموعة من الأفلام بمسابقة «المهر الإماراتي»، شاهد الفيلم لتعرف كم أحب ديسمبر وأحترم النساء.

سيناريست إماراتي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر