يوميات

أحب ديسمبر

محمد حسن أحمد

في ديسمبر أحب المطر والأغاني القديمة، في ديسمبر أحوّل أضلاعي حطباً لمدفأة القلب، في ديسمبر يرتفع الحب كطائرة من ورق، في ديسمبر عيد الوطن، عيد الاتحاد، في هذا العام احتفلنا بـ40 سنة، وتحولت الإمارات إلى صورة أجمل من أي فيلم، كل شيء كان ينبض بالفرح والفخر والحب، ولأن الصورة هي أصل الحكاية حفظنا معها لحظة إعلان الدولة حين كان علم دولة الإمارات العربية المتحدة يرفرف فوق سماء دبي، نعم أحب ديسمبر لأن جميع الأمنيات تتحقق، وأجمل أمنيات ديسمبر تلك التي بدأت في ديسمبر ،2004 هنا في مدينة جميرا لحظة انطلاقة مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الأولى.

في ديسمبر من كل عام تفتح دبي منصتها السينمائية لتستقبل سينما العالم، العالم الذي يصنعه المهمومون بالضوء والظل، فمنذ بداية الانطلاقة جاء الفكر والوعي مع التنظيم، ليُشكل المهرجان مع السنوات حدثاً بارزاً لكل صنّاع السينما ومقصداً مهماً للصناع، لأن المهرجان لم يقدم الشاشة الكبيرة فقط، ولم يفرش السجادة الحمراء فقط، بل جاء بصيغة مبتكرة من العروض والفعاليات، واستحداث مسابقات بفئات متنوعة، وعروض اقتربت من الناس في مراكز التسوق الكبيرة، لتحمل المعدلات وفرة من النجاحات تجاوزت المتوقع في عدد الأفلام بعرضها الأول وعدد الحضور والمشاركة.

في ديسمبر تعود بي الذاكرة إلى الانتظارات الأولى على باب الضوء، حين كانت الرغبة تدفعنا أمام الصورة لنشكل معها الفيلم الأول بكل تفاصيله البسيطة، حين كنّا نجتمع مع كاميرا رقمية كمجموعة تعمل على كل شيء من أجل كل شيء لنحصل على فيلم تحوّل منذ البداية من فيلم شخصي إلى فيلم عام حين وجد لنفسه منصة تلو الأخرى بداية بمسابقة أفلام من الإمارات لمؤسسها مسعود أمرالله، وبمباركة محمد أحمد السويدي في المجمع الثقافي، ومنها إلى مهرجان دبي السينمائي الذي يكمل عامه الثامن هذه الأيام، ومع ظهور مهرجان أبوظبي، ومنها إلى المنصة الأهم في الخليج وهي مهرجان الخليج السينمائي الذي ينطلق في أبريل من كل عام.

في ديسمبر من كل عام أحتفل بفيلمي كسيناريست بالمهرجان، ومع ذاكرتي التي تمتد بالكثير من الأفلام منها «آمين وسماء صغيرة وتنباك وبنت مريم وماي الجنّة وسبيل»، وجوائز أعتز بها، وهي جائزة المهر الذهبي كأفضل سيناريست ،2006 والجائزة الأهم كانت لمجمل أعمالي كأفضل موهبة سينمائية سنة .2009

في ديسمبر موعدي السنوي مع أصدقاء السينما، ونحن في الدورة الثامنة، وبعد تلك السنوات التي عشناها بكل تفاصيلها من ذكريات نبدأ الآن من جديد لأكون معكم في يومياتي بالمهرجان كسينمائي إماراتي، لأكتب عن التفاصيل التي ترافقني، والأفلام التي سأشاهدها، وحتى عن المطر الذي أنتظره، وعن شوارع دبي والأصدقاء من كل العالم، سأكون معكم لأنقل روح المكان وعبر التفاصيل الخاصة جداً، سأكتب كما أكتب فيلمي القصير لقلوبكم الكبيرة، سأخبركم كل يوم كم أحب ديسمبر والوطن والسينما.

سيناريست إماراتي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر