أبواب

دورة ثامنة لـ « دبي السينمائي »

سالم حميد

احتفالية سينمائية متجددة تقدمها دبي لعشاق الفن السابع، تم افتتاحها أمس، للسنة الثامنة على التوالي، بمشاركة نجوم عرب وعالميين، إذ تقدم مزيجاً من الأفلام العربية والإماراتية والخليجية، وأيضاً الأفلام الآسيوية والإفريقية والأوروبية والأميركية.. إذاً هي توليفة متكاملة من الأفلام تلبي كل الأذواق وتقدم تجارب سينمائية مختلفة لمحبي السينما والعاملين فيها، وأيضاً الراغبين في الالتحاق في هذا المجال.

يعود مهرجان دبي السينمائي بنسخته الجديدة ليضع مدينة دبي في المقدمة، قبلة للسينمائيين العرب والعالميين، كل ذلك يؤكد ريادة دبي وسعيها المستمر نحو خلق بيئة سينمائية مثالية لصناعة السينما، وربما قد يكون آن الأوان لنشهد على تطور التجارب السينمائية الإماراتية التي نضجت وقدمت سينما تليق بجمهورها، وبدأت بتقديم أسماء إماراتية تستحق أن تكون بين النخبة.. طبعاً، دائماً وبهدف أن نكون في المقدمة، يجب أن نشاهد ونقيّم وننقد نقداً بناءً، علّنا نطوّر مهرجاننا عاماً إثر عام، لذلك تجب متابعة معظم الأعمال المشاركة ومتابعة النتائج والاحتكاك بالحضور والورش والندوات المرافقة، فمهرجان بمستوى هذا المهرجان يجب أن يكون أيضاً في طور النضوج وتحقيق أهدافه، وأن يكون من أهم المهرجانات في المنطقة.

وكوني إماراتياً أعمل في مجال الثقافة، تهمني متابعة ما يحصل في المهرجان وأيضاً الأعمال العالمية والعربية والمشاركة، لأشهد على التطور الفني في مجال السينما صناعة وإبداعاً، هذا جانب مهم ولا أستطيع أن أنكره، فأن نتابع التقدم والتطور الذي تحققه السينما العالمية، وأن نرى ذلك الكم من الإبداعات المتنوعة في سينما العالم، أمر جميل يعكس ثقافات تلك الدول ورؤيتها لمختلف القضايا، فمن خلال مشاهدة فيلم مكسيكي على سبيل المثال، نشهد من خلاله على طبيعة هذا البلد، وطريقة تفكير وطبائع أهله وثقافتهم الغنية، كل ذلك في فيلم قد لا يتجاوز الساعة ونصف الساعة، وأيضاً قد نتعرف إلى جوانب أخرى لثقافة بلاد نعتقد أننا نعرف كل شيء عنها.

هي إذاً تجربة غنية متكاملة خلال فترة قصيرة، لكن أكثر ما يهمني هو التجارب السينمائية الإماراتية التي تعكس ثقافة أهل بلدي، وأنا هنا حريص كل الحرص على متابعة مسابقة المهر الإماراتي التي تشمل أفلاماً وثائقية وأخرى روائية قصيرة إماراتية، وأظن أن هذا هو أهم قسم في مهرجان دبي السينمائي، وهو أكثر قسم يجب أن نضع فيه دعمنا ونتوجه باهتمامنا، فأن ندعم المواهب الوطنية ونصنع جيلاً سينمائياً متمرساً هو غاية في حد ذاتها، فما الفائدة من استقبال أفلام العالم كله من دون وجود أفلام على مستوى عالٍ إماراتية 100٪؟

لكل ذلك، أدعو جمهورنا لمتابعة «المهر الإماراتي» والاطلاع على أعمال الشباب الإماراتي وتقييمه، ومعرفة أماكن قوة هؤلاء الشباب وما ينقصهم بهدف تطوير قدرتهم ودعمهم، فلنعمل معاً لنطور سينما إماراتية منافسة، فالسينما من أهم السبل لنقل ثقافتنا والتعبير عن مكنوناتنا والتعريف بحضارتنا سواء في الدول القريبة أو البعيدة، من أفلام سينمائية ترتقي بمشاهدها.

مسابقة «المهر العربي»، تضم 15 فيلماً وثائقياً وأخرى روائية قصيرة، نتفاءل بكل خير معهم، كما تعودنا مسبقاً مع هذا التفاؤل منذ ثماني سنوات.. للجميع التقدير والمودة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر