من المجالس
يسعد الإنسان بالتفوق، ولكن السعادة تكون «غير» عندما يستشعرها من قبل الآخرين أصحاب العلاقة. جريدة «الإمارات اليوم» بدأت مختلفة في الشكل والمضمون، وأرادت، وعملت على تحقيق هذه الإرادة منذ اليوم الأول لظهورها، أن تكون رقماً مهماً على الساحة الإعلامية عربياً وليس محلياً فقط. وبدأت تجني ثمار هذه الإرادة مبكراً، وتكسب المزيد من مساحات التفوق بخطوات هادئة وغير مستعجلة، محترمة كل الموجودين معها في المنافسة، ومقتنعة بأنها جاءت لتكون مكملة ومضافة لدور من سبقوها في الميدان دون أن يمنعها ذلك من المثابرة لفتح المزيد من الهوامش، ورفع المزيد من الأسقف، والتصدي للعديد من الملفات الاجتماعية والوطنية المسكوت عنها، واتخذت من «الشعبية» منهجاً لها، لتؤكد مفهوم التصاق الإعلام بالناس وقضاياهم، والوطن ومنجزاته.
لذلك وغيره قطفت «الإمارات اليوم»، ولاتزال تقطف ثمار تميزها بالمزيد من نياشين التفوق. ولكن أعلى هذه النياشين وأكثرها إسعاداً لكل القائمين والعاملين في الجريدة هو تلك الردود العفوية والتهاني القلبية التي ترد من قراء الجريدة، الذين هم ذخرها وذخيرتها وشركاؤها الأصيلون. فإذا كانت المؤسسات المتخصصة مثل مجلة «فوربس» الدولية وسواها من مراكز البحث والمتابعة تعلن تصنيفاتها وفق المعايير العلمية والعملية للدراسة والاستقصاء، فتجعل لكل مجتهد نصيبه الذي قسمته له الأرقام، فإن شهادة القراء والمتلقين وتفاعلهم والتعبير عن مستوى التمثيل الذي يستشعرونه في هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك، غالباً ما تكون أصدق أنباء من كل التصنيفات الأخرى، وأعز على نفوس العاملين فيها من كل الجوائز المادية.
هذا الشعور بالتفوق والزهو بالجائزة كان أشد تعبيراً وأجمل تمثيلاً من خلال ردود قراء «الإمارات اليوم» ومحبيها على الموقع الإلكتروني. وتكون الفرحة في ذروتها عندما يختلط الاحتفال بالتفوق مع الاحتفال بيومنا الوطني.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .