5 دقائق

روح الاتحاد

ميره القاسم

في مثل هذه الأيام من كل عام يتجدد عهد الولاء والحب.. ترفرف أعلام بلادي.. تتزين شوارعها.. أشجارها.. تتسع مساحة البراءة في أعين الأطفال والكبار، ونشعر جميعاً بالسعادة للحال التي صارت عليها دولة الاتحاد.

وعلى الرغم من كل هذه الأفراح التي نقضيها في الاحتفالات والخطب النثرية والكلمات الشعرية والأنغام الموسيقية والأوبريتات، والكم الهائل من التهاني والتبريكات، إلا أنه من الضروري أن نفكر إلى أين سنمضي، وكيف سنمضي.

علينا أن نفتش داخل ذواتنا عن المعنى الجميل لشعار «روح الاتحاد»، وكيف نخلق منه منهجاً لحياة كاملة ورؤية واضحة، وأعتقد أننا جميعاً بحاجة إلى هذه الروح التي تجعلنا نؤدي مهامنا الوظيفية بتفانٍ من أجل الوطن لا من أجل مصالحنا الشخصية.. هذه الروح نحتاجها لتعليم أبنائنا.. تعاملاتنا اليومية.. حتى حينما نتحدث من خلال وسائل الإعلام التي يجب أن تعبر عنا بأبسط ما نبتغيه.. أن يشبهنا.. أن نكون نحن.

روح الاتحاد هي تلك القيم والمبادئ والمواقف والعادات التي كان يتحلى بها أجدادنا المؤسسون.. روح الاتحاد هي جل ما نحتاجه اليوم لحل مشكلات هويتنا، وعلاج الكثير من مشكلاتنا الاجتماعية.. ولطالما كانت هذه الروح هي روح أهل الدار، هذا المعنى العميق بحاجة إلى أن نتأمله ملياً من خلال موقع كل واحد فينا.

روح الاتحاد هي ما يحتاجه المجلس الوطني الاتحادي الآن، لتحمل أعبائه الوطنية كاملة وما يقع على كاهله من مسؤوليات لا حصر لها.. هذه الروح التي تخلق في النفس حالة من الشجاعة النفسية والإرادة من أجل تخطي العادي والرتيب والمستهلك، لإزالة الغائم وهزيمة السلبية والاتكالية بحثاً عن فكر ناضج وعمل دؤوب، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالشفافية التي لا تحل في جسد أو تسري في عقل أو تخايل وجداناً إلا وتجعله طاقة مستحيلة، وشعاعاً نافذاً، وسماء مفتوحة على كل التأويلات.

وأنا على يقين أن كل مَنْ في المجلس الوطني يدرك متطلبات هذه المرحلة، مستغلاً هذا التنوع في أعضائه ليؤسس نقلة نوعية في أداء المجلس.

ولا شك في أن هذه الدورة ستكون قوية مثيرة للجدل، خصوصاً أن المواطن الإماراتي أصبح منفتحاً على الثقافات والحضارات المختلفة، ويتجاوب بشكل لافت مع كل المستجدات الدولية والإقليمية، ما يجعله تواقاً لدور كل فرد مسؤول في هذا الوطن من خلال مشاركة فاعلة في النهضة، تلك النهضة التي تشكل ملامحنا، فنحن تجربة فرضت نفسها على الواقع بسرعة استجابة مواطنيها لمتغيرات الحضارة، واتساع أفق حكامها الذين يدين لهم كل فرد في المجتمع بالولاء، وذلك لاهتمامهم بقضاياه وسرعة حل جميع مشكلاته الطارئة.

wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر