ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

لست حزيناً على فقدان المركز الأول في سباق الفرق ضد الساعة، ضمن منافسات بطولة العرب للدراجات الهوائية المقامة في رأس الخيمة، بقدر حزني على انعدام ثقافة ذلك السائق الذي دخل الطريق على الرغم من وجود موانع وضعتها شرطة رأس الخيمة، وتسبب في حادث للاعب الأهلي بدر ميرزا، ولا يمكن قبول عذره مهما كانت الأسباب، فهناك مسؤوليات مجتمعية يتحتم علينا احترامها حتى ولو على مضض، إن لم تكن على الرحب والسعة.

الحبر المسكوب

لايزال صدى « صفر التصفيات » يخيم على قلوبنا، ولو كانت هناك منافسة تذكر من الأبيض لكانت الآلام أقل حدة، رغم أنه حديث غير واقعي مقارنة بالإمكانات التي توافرت لهذا الجيل الذي لم يحترم مشاعر المحبين ولم يقدر النعم التي سُخرت له ففرط في كل شيء.

الآن الأنظار كلها تتجه إلى الأولمبي الذي رغم صلابته وروعة نتائجه، لم يستطع نقل هذه النجاحات ولو حتى « بالعدوى » إلى الأبيض الكبير، الذي حول كل احلامنا إلى كوابيس لا ندري متى نفيق منها، ونحن نعلم أننا لن نحصل على بطولة قوية تنسينا هذا الألم حتى تكون بمثابة التعويض، فالمنطق يقول إن أخير مجموعته في تصفيات تمهيدية ومن دون أي نقطة، لا يمكن أن يتحول خلال عام وقليل إلى « غضنفر » يفتك بالمنافسين إلا في مسلسلات الكابتن ماجد وأبطال الملاعب.

في كل الاحوال، وكل ما يمكن أن نقوله الآن، هو كيفية مسح نتائج الكبار (كبار في السن طبعاً) من مخيلة وذاكرة لاعبي الأولمبي، خشية أن تؤثر فيهم تلك السمعة التي تلطخت، وهذا عمل ليس بالسهل، فنحن نثق بقدرات لاعبي الأولمبي ومدربهم مهدي، لكننا لا نثق ولا نعلم مدى التأثير النفسي والمعنوي فيهم جراء تلك الهزائم التي جعلت أبيضنا حصالة فرق مجموعته.

بالحبر السري

« ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني، وبيض الهند تقطر من دمي.. فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم »، هذا بيت شهير للشاعر عنترة العبسي، صدق أو لا تصدق أنه قيل تعليقا على إحدى مباريات كرة القدم وبالطبع ذلك لا يحدث إلا عندنا!

وتبقى قطرة

إلى متى تتحكم تلك العقليات في توجيه الرأي العام، فمن يستطيع أن يلوم الفرنسي تريزيغيه عندما قرر الرحيل عنا وتعهد بدفع كل المبالغ المالية التي صرفها النادي عليه؟ هل لأننا ومن المرات النادرة التي يلغي أحدهم عقده معنا، سميناه هارباً وجباناً وكل الصفات السيئة فيه؟ أم وصل الغرور بنا إلى أنه « ما عاش » الذي يفسخ عقده معنا بل نحن من يجب فعل ذلك؟ أم أن أيادينا « تحكن ا» إن لم ندفع الملايين شروطاً جزائية؟

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر