ونطق القلم

مالك عبدالكريم

الرشفة الأولى

لايزال مارادونا يكسب في كل الظروف وفي كل الاتجاهات فنياً وإدارياً وتسويقياً، هو يكسب وتخسر كل النظريات المثبطة التي أطلقها أهلها بمجرد التعاقد مع الأسطورة، ومازالت الجماهير تمني النفس بمصافحته ويتبادل هذا وذاك كيف أنه ذهب لرؤية مارادونا والسعادة تملأ قلبه وأصدقاؤه يجاهرون بحسده. هذا ما قاله لي حرفياً مدرب لياقة بدنية في أحد الأندية الصحية التي أرتادها من فئة «200 درهم في الشهر»، علماً بأن المدرب من جنسية دولة آسيوية لا تعير كرة القدم أصلاً أي اهتمام.

الحبر المسكوب

صحيح زادت الميزانية العامة المخصصة للصرف على رياضتنا والرياضيين التي تشرف عليها الهيئة العامة للشباب والرياضة، واستعراض ذلك بالأرقام هو أكبر وخير دليل، لكن هل يتم احتساب الزيادة رقمياً ام حسب النسبة والتناسب بين الميزانيات والمصروفات؟

فكلنا يعرف وليست حسبة رقمية جهنمية إنما هي أبسط حدود المنطق أن ما كان يصرف عام 2006 على الأوجه المختلفة لا يكفي لنصف متطلبات عام 2010 حتى على مستوى الشورت الضاغط وقمصان التدريب!

بالتالي الزيادة التي نتحدث عنها بالطبع هي نتاج جهود ضخمة من المعنيين وسهر ليال لتوفير أفضل ميزانية حكومية ممكنة، لكن يجب ألا نقنع أنفسنا بأن الزيادة جاءت لتحل مشكلة النقص والهزل في ميزانيات غالبية الاتحادات، بل جاءت لتمنع كارثة لو بقيت الأرقام كما هي منذ 2006 نتيجة الغلاء الذي شمل كل شيء.

العيش في وهم زيادة الميزانيات يجعلنا نطالب بنتائج أفضل، هذا إذا سلمنا بأن المشكلة مالية فقط، وكلا الأمرين بنظري غير صحيح.

والأمران هما أن النتائج لا تقتصر فقط على الميزانيات، وكلام العقل يقول ذلك والتاريخ يشهد، والأمر الآخر كما ذكرت سابقاً أن الزيادات اقتصرت فقط على سد حاجة تسبب فيها الغلاء.

نقطة أخرى لا يفوتني الحديث عنها بدت واضحة في المؤتمر الرياضي العام، هي العلاقة بين الاتحادات بعضها بعضاً، والتي بدت على غير ما يرام إلى حد ما، ودون إلقاء اللوم على أحد نرى أن سببها واضح، وهو أن هناك اتحادات تعمل وأخرى لا تعمل، الأولى تمسكت بالأمل وحاولت أن تسخر كل ما يمكن أن يتاح لها متجاهلة كل النظريات والظروف، والأخرى جلست والخوف بعينها تتأمل فنجانها المقلوب!

بالحبر السري

أحد الحكام يجدر به أن يراجع نفسه فهو يظهر فاقداً لتوازنه في بعض الاحيان والظروف تكون متشابهة في كل مرة، وبالتأكيد نحن في أعلى قمة حسن الظن ولا شك في ذلك، لكن بات غير مقبول أن نرى أخطاء قاتلة ومؤثرة بنفس الظروف وفي نفس الاتجاه، وللناس أعين مفتوحة!

وتبقى قطرة

جميلة كانت مبادرة الهيئة في تقديم دعوات لكتاب الأعمدة وأصحاب الآراء الحرة، مما ينم عن وجود منظومة إدارية تتفهم دور الإعلام والإعلاميين بمختلف أدوارهم، وبصراحة قلة قليلة من الجهات التي تقدر أولئك الكتاب بهذه الطريقة فتوجه لهم دعوات خاصة ترسل لهم بأسمائهم على بريدهم الإلكتروني، فتقدير أهل الرأي سمة حضارية منذ الأزل.

mashe76@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر