أبواب

«دبي الشعبي» يئن ألماً

سالم حميد

سأختتم حلقات مقالات المسرح اليوم بطرح قضية خاصة بأحد مسارح دبي، فلقد دأبت جريدة «الإمارات اليوم» على طرح قضايا إنسانية، تستدعي تدخل أهل الخير والعطاء لفك كربة المحتاجين، وأوّد هنا أن أطرح قضية إنسانية، تخص أحد عناصر الثقافة في مدينة دبي، وواجهة مهمة لها، كان لها وزنها ومقامها في ثمانينات القرن الماضي، لكن شكلها اليوم يثير الشفقة عندما نقارنها ببقية المباني حولها، وتحديداً منطقة هور العنز شرق.

تأسست فرقة جمعية دبي للفنون الشعبية في 25 أغسطس ،1976 وفي عام 1977 ظهرت فرقة مسرحية في تلك الجمعية، كانت تُعرف بفرقة «مسرح الجمعية»، وقدمت أول مسرحية لها بعنوان «ولد فقر طايح في نعمة»، وفي تلك الفترة كان أعضاء الفرقة ينتمون إلى نادي دبي للفنون الشعبية، الذي كان مقرّه في منطقة هور العنز، وهو مقر جمعية دبي للفنون الشعبية نفسه حالياً، وكانت العروض تُقدم على خشبة وحائط من دون سقف، وبعد ذلك عرض المرحوم خادم المعصم، رئيس الجمعية حينها، على المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم فكرة إنشاء مسرح جديد، وقد وافق سموه على إنشاء قاعة وخشبة في مقر الجمعية احتضنت جميع أعمال الفرقة. الجدير بالذكر هنا أن مجموعة من هواة التمثيل، هم من قاموا بتأسيس فرقة مسرح دبي عام ،1977 وفي العام التالي، زار الفرقة الفنان الكويتي المرحوم صقر الرشود، وبعد وفاته إثر حادث أليم تغيّر اسم الفرقة إلى «مسرح صقر الرشود الشعبي»، تخليداً لذكراه ووفاءً لدوره في خدمة المسرح في الإمارات، وفي عام 1981 تغير اسم المسرح إلى «جمعية دبي للفنون الشعبية والمسرح»، ويعتبر حينها من أنشط الفرق المسرحية التي ظهرت في جمعيات الفنون، وقدم منذ تأسّسه عشرات المسرحيات.

شهد هذا المسرح، مرات عدة، سقوط قطع اسمنتية من السقف، فالعمر الافتراضي لمبنى جمعية دبي للفنون الشعبية والمسرح الحالي قد بلغ 30 عاماً وأكثر، وهذا الأمر يشكل خطراً كبيراً على حياة الأعضاء الموجودين بصفة مستمرة في المبنى، وكذلك الجمهور، وشخصياً عندما أدخل هذا المسرح لمشاهدة عرض أو حفل تكريم، فالثواني تمّر عليّ كأنها ساعات، وخلال الثانية الواحدة تتوجه أنظاري إلى ما هو حاصل أمامي على خشبة المسرح، ثم تتجه على نحو سريع إلى سقف المسرح، خشية أن يسقط على رأسي وعلى بقية رؤوس الحضور، فإلى متى ستستمر أنظار حضور مسرح دبي الشعبي إلى السقف؟ ربما عندما يسقط فعلياً على رؤوس الحضور، ثم يتم اتخاذ القرار بإعادة بناء هذا المسرح العريق في دبي! كما أن واجهة هذا المسرح غير مناسبة والقياسات الداخلية للمسرح وعند الكواليس غير صحيحة، والطابق الثاني في صالة العرض مغلق، لأن المشاهد لا يستطيع مشاهدة العرض على خشبة المسرح من أعلى، فالشركة التي قامت ببناء المسرح لم تكن متخصصة في هذا المجال، ورغم عمليات الصيانة والترميم التي قامت بها الجهات المختصة في حكومة دبي، وصرفت ملايين الدراهم منذ عام ،2004 فإن المبنى مازال بحاجة إلى عملية إحلال.

مسرح دبي الشعبي بحاجة إلى إنقاذ، وذلك بإعادة بنائه، فهل من منقذ؟!

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر