أبواب

رفقاً بالقوارير

سالم حميد

تنطلق يوم السبت المقبل الدورة الخامسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، التي تنظمها سنوياً هيئة دبي للثقافة والفنون منذ عام ،2006 نهدف من خلالها إلى ضخ دماء وطنية جديدة في مجال الدراما والمسرح، ولقد نجحنا خلال السنوات الخمس الماضية في تفريخ مواهب جديدة، وصقلها بالمزيد من الدورات التخصصية، وها هم الآن تجدونهم، إضافة إلى المسرح، يمثلون عبر شاشاتنا المحلية والخليجية، وتتميز الدورة الحالية بوجود ثمانية مخرجين شباب، يخرجون مسرحيات للمرة الأولى من بين 11 مخرجاً مشاركاً في الدورة الحالية، ومن مبدأ إتاحة الفرص للشباب وافقنا، عبر لجنة المشاهدات في هيئة دبي للثقافة والفنون، على إجازة جميع الأعمال التي تقدمت بطلب المشاركة، التي بلغ عددها 11 عملاً مسرحياً، شريطة القيام ببعض التعديلات في النصوص والأداء، رغم أن بعض الأعمال دون المستوى المطلوب، وقد تلقى هجوماً شرساً من قبل النقاد والصحافيين الذين سيغطون المهرجان، وكذلك هجوماً آخر متوقعاً في الندوات التطبيقية التي ستعقد بعد نهاية كل عرض، لكن، وقبل أن تسيل كل تلك الانتقادات المتوقعة، أودّ أن أقول لكل ناقد قبل أن ينتقد: رفقاً بالقوارير، فهؤلاء الشباب كالقوارير التي تُكسر بسهولة من أبسط انتقاد، أما من تمرّس وشارك في المهرجان منذ دورته الأولى، فلا بأس بالقسوة عليه في الندوة التطبيقية، لأنه أكثر قدرة على تحمل الانتقاد مقارنةً بالمبتدئ.

وأخيراً، ليعلم جميع المسرحيين والمهتمين بالمسرح بأن هذا المهرجان مخصص للهواة وليس للمحترفين، فلا تتوقعوا أن تكون أعمال الهواة بذاك المستوى الاحترافي المطلوب، ولا بأس بالخطأ لأي مخرج أو مؤلف هاوٍ، شريطة ألا يتكرر الخطأ نفسه في العمل المقبل، وهذا بالفعل ما لمسناه من بعض الشباب، الذين تجنبوا الوقوع في أخطاء وقعوا فيها الأعوام السابقة.

في العام الماضي قمنا باستبعاد أحد الأعمال لأحد المسارح في الدولة، الذي كان متطلعاً للمشاركة بكل حماسة للمرة الأولى، وكان جميع المشاركين في العمل من مؤلف ومخرج وممثلين يقفون على الخشبة للمرة الأولى، لكن عملهم كان أقرب إلى المسرح المدرسي من مسرح الهواة، وعليه تم استبعاده، على أن يشاركوا بعمل أقوى في الدورة المقبلة، لكن تلك القوارير لم تتحمل صدمة الاستبعاد وانكسرت بأكملها، وتفتت المجموعة وكرهوا المسرح، ولم يعودوا راغبين في التمثيل من جديد، حينها، أدركنا مدى عاطفية الصغار، وكان من الأفضل التعامل معهم على قدر عاطفيتهم، والسماح لهم بالمشاركة بعرض العمل من دون إدخاله في المسابقة. والآن، وبعد أن تداركنا تلك التجربة مع القوارير، سنحاول جاهدين إعادة تجميع تلك الفرقة، وتوفير الدعم اللازم، وتنظيم تدريبات خاصة لهم، ليتمكنوا من جديد من المشاركة في المهرجانات المسرحية المحلية.

قبل أسابيع قليلة كتبت مقالة بعنوان «اش دعوى يا حافظ»، انتقدت فيها بعض المسلسلات المحلية في شهر رمضان الماضي، لأن بعض الممثلين والممثلات الإماراتيين الشباب كانوا يتحدثون بلهجة خليجية، فكانت فرصة لي لتوبيخ بعضهم، أثناء مشاهدتي لأعمالهم قبل إجازتها في الدورة المسرحية الحالية، فأجابوني بأن المنتجين الإماراتيين هم من فرضوا عليهم هذه اللهجة لأسباب تسويقية! للأسف، منتجون إماراتيون جشعون لم يرفقوا بالقوارير، فهل ستتدخل مؤسسة دبي للإعلام؟

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر