كل يوم

لا لاستخدام الـ «بي.بي.إم» أثناء القيادة

سامي الريامي

حملة واسعة تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي، لمنع استخدام «بلاك بيري ماسنجر» أثناء قيادة السيارة، وميزة هذه الحملة أنها «شعبية» ولا علاقة لها بالجهات الرسمية، ثم إنها انتشرت بين أكثر فئات المجتمع استخداماً لهذا النوع من التقنية، ما يعني أنها وصلت مباشرة إلى المستهدَفين، وبسرعة شديدة، وانتشار واسع يتناسب مع حجم الشباب النشطين في هذه المواقع التفاعلية، ولذلك فهي مرشحة إلى أن تكون واحدة من أهم وأنجح الحملات المرورية، لأنها نابعة من الشباب وموجهة لهم، في ميدانهم وفضائهم الافتراضي الذي يعشقونه.

تأتي هذه الحملة في أعقاب وفاة نجم المنتخب الوطني لكرة القدم ذياب عوانة، الذي تألم لفراقه مجتمع الإمارات بأسره، فهو من خيرة شباب الدولة، الذين أسهموا بجد وإخلاص لرفع علم الإمارات في كثير من البطولات والمحافل الإقليمية والدولية، خسرنا بوفاته ثروة قومية شابة متمثلة في لاعب ماهر صغير، ولسنا على استعداد أبداً لأن نخسر أي مواطن غيره، وبالتالي فالحملة يجب أن تصل لكل شاب وشابة، والمسألة يجب أن تنبع من قناعة داخلية بحتة، من دون الشعور بالإجبار أو السيطرة، التي عادة ما يضج منها الشباب حال تلقيهم التعليمات من ذويهم، أو من الجهات المختصة.

شخصياً قررت الانضمام إلى هذه الحملة، خصوصاً أني أحد أولئك الذين لا يتورعون أبداً عن كتابة الرسائل والردود على رسائل «الماسنجر»، في أي وقت وتحت أي ظرف، ومستخدماً كلتا يدي للكتابة، حتى أثناء القيادة على اعتبار أن التفاعل مع الناس، وضرورات العمل، أولويتان لا يمكن تأجيلهما أو تجاهلهما، حتى لو كان الثمن حادثاً مرورياً!

حملة «لا لاستخدام الـ(بي.بي.إم) أثناء القيادة»، أعادت لي صوابي، وقررت اعتباراً من أمس نسيان جهاز الـ«بلاك بيري» نهائياً أثناء القيادة، طبقت ذلك الأمر بحذافيره، ومرّ يوم أمس من دون أن يقف دوران الكرة الأرضية، ولم يتأثر العمل، وسارت الأمور على ما يرام، وصدرت الصحيفة كالمعتاد، ولم يتغير شيء، كل الأولويات ظلت كذلك، ولا يمكن أن تتأثر، بتأخري عن الرد على رسالة «ماسنجر» من صديق أو زميل عمل أو قريب، أو عدم قراءة إيميل، أو التأخر في إعطاء موافقة على صفحة من صفحات الجريدة، لدقائق عدة، أو حتى لنصف ساعة أو أكثر، أجلت كل تلك الأمور، لحين توقف السيارة تماماً، والنتيجة كانت واحدة.. تماماً!

لا أعتقد أن هناك من سيعتب، لأني تأخرت عنه في الرد، ليس تجاهلاً أو انتقاصاً من شأنه، بل من أجل سلامة الآخرين وسلامتي، ولا أعتقد أبداً أن هناك من يتمنى أن يقع لزميله حادث مروري بسببه!

«من المؤلم لنا جميعاً أن يخسر الوطن طاقات من أبنائه جراء حوادث يمكن تفاديها»، هذه كلمات سمو الشيخ سيف بن زايد، ونحن نؤكد عليها، ونؤكد أننا نستطيع أن نتفادى الحوادث المرورية، إن تركنا كل ما يشغلنا عن التركيز أثناء القيادة، وتركنا السرعة الزائدة، وانضممنا إلى حملة «لا لاستخدام الـ(بي.بي.إم) أثناء القيادة».

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر