أبواب

لماذا الإصرار على «المسندو»؟

سالم حميد

يعتبر طبل «المسندو» أكبر أنواع الطبول المحلية التقليدية، فهو إفريقي الأصل، وحجمه يقارب حجم البرميل الكبير، والآلة الرئيسة في رقصة «الليوا» الشعبية، وبسبب حجمه الكبير فإن قارع هذا الطبل يجلس على قاعدة مرتفعة تمكّنه من ضرب الطبل بالعصا أو الكف، وهذا الطبل مصنوع من الخشب العريض، وله كسوة واحدة متينة من جلد الثور، مثبتة بشدة بمجموعة من الأوتاد الخشبية في جسمه. باختصار، هو طبل ثقيل ويحتاج قارعهُ إلى تمرس وقوة، وعندما تسمع صوت إيقاعاته تشعر من شدتها بأنها أصوات انفجارات، وقد تُصاب بالهلع.

«الشوباني»، نوع آخر من الطبول الطويلة المخروطية الشكل، لكن يمكن حمله وممارسة الإيقاع عليه وقوفاً، وغالباً ما يُستخدم في رقصة «الانديما» الشعبية. أما «الكاسر» و«الرحماني»، فهما يشكلان ثنائي الطبول الأساسية في الإمارات، ويستخدمان في معظم الأنماط الموسيقية التقليدية والحديثة التي تؤدى بمصاحبة آلات إيقاعية، وكذلك الآلات الوترية والهوائية في الأغنيات الحديثة، لكن «الرحماني» أكبر حجماً من «الكاسر» وأعمق صوتاً منه، ويُضرب بالكف أو العصا، ويمكن استخدامه معلقاً بحبل على كتف القارع أو بوضعه على الأرض. أما «الكاسر»، رغم صغر حجمه، فإن إيقاعاته سريعة، وقارعهُ يتمتع بحرية الأداء الارتجالي، خلافاً لقارع «الرحماني» الذي يلتزم بأداء تفعيلته الإيقاعية الأساسية.

«الرنّة» من طبول البادية تحديداً، وهو كبير الحجم، ويُكسى من الجهتين بجلد الماعز، ويُشد بحبال من ألياف النخيل، ويُضرب بالكف، ونادراً بالعصا، ويكون استخدامه لغرض تعزيز صوت طبل «الرحماني» العميق، وغالباً ما يُستخدم في رقصة «العيالة». أما عن أنواع الطبول الخفيفة التي تُحمل بيد واحدة، وتُضرب باليد الأخرى، فهي: «الكاسر المفلطح» ، وهو صغير الحجم، ودائري الشكل، ومكسو بالجلد من الجهتين، ومشدود إلى بعضه بحبل يخترق حوافه، ويُضرب بالعصا فقط، وآلة رئيسة في لوحة «العيالة»، أما طبل«الطار»، فله غشاء جلدي كبير مفرد مشدود على إطار خشبي مستدير، ومُثبت على الإطار بالخياطة، ويُستخدم في لوحات «العيالة»، و«المالد»، كما يُستخدم حالياً على نحو واسع في معظم الأغاني الحديثة. وأخيراً «المرواس»، وهو خفيف وصغير جداً، ويُستخدم في اللوحات البحرية فقط، ويصعب استخدام طبل واحد من هذا النوع في اللوحات، بل كلما زاد عددها وعدد قارعيها زادت جمالياتها المتناسقة، التي تأخذ بمخيلة المستمع إلى الحياة البحرية القديمة وزمن الغوص والمحار، وطريقة استعماله هي إمساكه بكف واحدة، ويُضرب بالكف الأخرى، وغالباً ما يؤدى ارتجالاً، والغريب أنه كلما اختلف القارع عن زميله القارع الآخر وخرجا عن التفعيلة الإيقاعية الأساسية ازدادت اللوحة لذة سماعية.

غريب أمره «المرواس»، فهو أصغر أنواع طبولنا التقليدية، لكنه يستطيع أن يفعل الكثير، وكذلك طبل «الكاسر»، فهو أيضاً صغير الحجم، لكنه ذو تفعيلات إيقاعية كثيرة، بعض عشاقها عند سماعهم لها يترنحون طرباً، عكس طبل «المسندو»، فصوته لا يطرب، بل يزلزل الأرض حوله.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، اختلطت بعض الأمور مع بعض، وأزعجونا بإيقاعات «المسندو» الحادة التي أكدت لنا مدى سوء فهمهم للتفعيلة الإيقاعية! ليت هؤلاء البعض استخدموا آلات أخف من«المسندو»!

على العموم جميع الآلات المذكورة في الأعلى ستتوقف إيقاعاتها بعد يومين، الحمد لله.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر