أبواب

رحلة إلى إدارة الإقامة

سالم حميد

نادرة جداً هي المرات التي أذهب فيها إلى المكتب الرئيس للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي لإنجاز معاملة ما، وربما تكون المرة الأخيرة قبل خمسة أو ستة أعوام، والسبب يعود إلى وجود أفرع للإدارة، متوافرة في بعض المراكز التجارية في دبي، والتي بدورها تخفف الضغط على المكتب الرئيس، وتريح المراجع أيضاً، فهو يتمم معاملته في أجواء مكيفة في مركز تجاري قريب مع توافر مواقف السيارات، مع العلم أن إدارة الإقامة لا تدفع إيجارات لتلك المراكز التجارية، فوجود فرع لإدارة الإقامة في ذلك المركز التجاري يُعد عنصر جذب للجمهور، يستفيد منه المركز أيضاً، وبذلك ضربت إدارة الإقامة عصفورين بحجر واحد، منها تخفيف الضغط على المكتب الرئيس ووجودهم في مراكز تجارية من دون تحميل الإدارة أعباء مالية إضافية، وهذا يدل على نجاح هذه المؤسسة الحكومية من الناحية التسويقية، وفي كيفية التعامل بذكاء مع القطاع التجاري الذي من النادر وربما المستحيل أن يقدم شيئاً بالمجان.

ذهبت قبل أيام قليلة إلى المكتب الرئيس للإدارة وتوقعت أن يكون شكله من الداخل كما هو قبل سنوات قليلة، ولكنني فوجئت بالتغييرات الإيجابية شكلياً وتسويقياً، فهو يحتوي على «كوفي شوب» راق، ومكتب سفريات، وماكينات السحب الآلي، تحقق من ورائه إدارة الإقامة إيراداً جيداً، أسهمت به في طرح مبادرات مجتمعية إنسانية متعددة، منها التعليمي والثقافي والتراثي والديني والبيئي وغيرها، ولاتزال تتوسع في شراكاتها الاجتماعية مع القطاعين العام والخاص، وأصبح دورها لا يقتصر فقط على تقديم خدماتها الاعتيادية.

احترم كثيراً المؤسسات الحكومية التي تحافظ على الهوية الوطنية، فالأسماء المنتقاة على القاعات الداخلية تعكس ثقافة محلية، فالقاعة المخصصة لخدمات جوازات وخلاصات قيد المواطنين اسمها «قاعة بني ياس»، ذات طابع تراثي ومزيّنة بديكور تراثي جميل، أما بقية القاعات، فاسمائها هي: قاعة مشرف، صالة المضيف، صالة الاتحاد، صالة الثاني من ديسمبر.

لا أعرف مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، اللواء محمد المري، شخصياً، ولا هو يعرفني شخصياً، ولكن تقديري أولاً بالمبادرات المجتمعية الإنسانية التي تقدمها الإدارة، ثم النظام الخدمي السلس في هذه المؤسسة الحكومية، وإنجازهم لمعاملتي في بضع دقائق، وكذلك لبقية المراجعين، وأخيراً، السمعة الطيبة التي يحظى بها مدير عام الإدارة لدى عموم المجتمع والمجالس، ويُثنى عليه بالخلق والتواضع النبيل، شجعني لزيارة مكتب المدير العام لإلقاء تحية سريعة وشكره، إن كان هذا الأمر ممكناً من دون موعد سابق.. دخلت المكتب وتوقعت أن تكون الأبواب موصدة، كما هي الحال مع بعض أبواب بعض المؤسسات، وتوقعت أيضاً من السكرتير أن يسألني: من أنت؟ هل لديك موعد سابق؟ لكنه طلب مني الانتظار لبضع دقائق ثم أدخلني إلى مكتب اللواء، وكان مكتباً مفتوحاً للعموم، دون استثناء، وكان اللواء المري يستمع إلى طالب الحاجة بصدر رحب، وللأمانة، تعامله المحترم مع أصحاب الحاجات وتواضعه الشديد جعلني اكتب هذا المقال، وقد يفاجأ صباح اليوم اللواء المري بهذا المقال من دون أن يعلم أن الشخص الذي قام باستقباله في مكتبه والترحيب به كاتب عمود في «الإمارات اليوم».

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر