5 دقائق

« نون النسوة » والبرلمان

ميره القاسم

دخول المرأة معترك العمل السياسي في الدورة الماضية للمجلس الوطني الاتحادي في عام ،2006 كان نقطة تحول نوعية في مسيرة العمل الديمقراطي التي تشهدها الإمارات، ولاتزال، والتي من شأنها إعلاء قيمة عمل المرأة في كل المجالات.

كما أن دخولها البرلمان بالانتخاب ( امرأة واحدة )، وبالتعيين ( ثماني نساء ) في ذلك الوقت كان نجاحاً جديداً يضاف إلى سجلات المرأة الإماراتية، وذلك بفضل ثقة قيادتنا الرشيدة بقدرات المرأة، وحرصها على إشراكها في شتى ميادين العمل، وأيضاً بفضل دعم وتشجيع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، التي لم تدخر جهدا، في تذليل العقبات كافة أمام المرأة، كي تشارك بإيجابية في تنمية بلادها، مع قيامها بدورها الأساسي في رعاية أسرتها وتربية أبنائها.

واليوم، وبعد أن أصبحت المرأة تمثل 46٪ من أعضاء الهيئة الانتخابية التي لها حق التصويت والترشح لانتخابات الدورة المقبلة للمجلس الوطني الاتحادي المقررة في 24 سبتمبر الجاري، يجب على المرأة الإماراتية أن تتوقف أمام تجربتها البرلمانية في الدورة الماضية، وأن تقوم بعمل كشف حساب لهذه التجربة سلبا وإيجابا، وتسأل نفسها: هل قدمت المتوقع في هذه التجربة؟ أم كانت مجرد ديكور سياسي فقط؟ هل تبنت قضايا النساء في الإمارات اللاتي من بينهن من تجلس في البيت وتعاني ظروفاً نفسية واقتصادية واجتماعية سيئة، ومن بينهن أيضاً من تضيع جل سنوات عمرها في المحاكم بحثاً عن الطلاق والخلع، ونفقة الأبناء؟

متى تكون عضوة البرلمان في بلادي تمثل صوت المرأة وتعبّر عن قضاياها، وتبحث عن حلول لها، في ظل هذه الظروف التي تعاني فيها البطالة نسبة كبيرة من الجامعيات؟ هناك من ستقول إن عضوة البرلمان هي نائبة عن المجتمع كله وليس المرأة فقط، ولاخلاف على ذلك، لكن: من أقدر من المرأة على تبني قضايا بنات جلدتها؟ نحن نريد برلمانيين فاعلين ومؤثرين، قادرين على طرح القضايا والمشاركة بفاعلية في سن التشريعات والقوانين التي تطرح في المجلس الوطني الاتحادي، ويبقون في ذاكرة الناس، لا برلمانيين يوجدون في أروقة المجلس لمجرد التصوير والظهور الإعلامي وتدوين أسمائهم في السجلات فقط. نعم.. نحن لاننكر بعض الإسهامات الفاعلة للبرلمانيين السابقين في لجان المجلس، لكننا نأمل المزيد، وبالنسبة للمرأة تحديدا فالإمكانيات المتاحة كبيرة، وعليها أن تثبت أن دخولها البرلمان كان نتيجة قدراتها ومهاراتها وإمكانياتها العلمية إلى جانب إحساسها بالمسؤولية، لا نتيجة لدعم الحكومة والمجتمع لها فقط.

بقي أن نقول إن مشاركة النساء في انتخابات الدورة المقبلة، يجب أن تعكس وعي النساء، ويجب أن تذهب من لها حق التصويت كي تشارك في العملية الانتخابية، وذلك هو التحدي الأكبر، لأن الحرص على التصويت سيكون دليلاً على التطور الكبير للتجربة الانتخابية، التي مرت بها الدولة خلال الفترة الماضية.

 wahag2002@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتبة يرجى النقر على اسمها .

تويتر